الأخبار المحلية

أُثيرت حوله مخاوف.. هل لقاح “استرازينيكا” آمن؟ “الصحة” تُطمئن.. و”الشمري” يوضِّح

أثار قيام عدد من الدول بإيقاف استخدام لقاح “أكسفورد-أسترازينيكا “الكثير من المخاوف، خاصة بعد ظهور أعراض لتجلط الدم لدى بعض من تلقوا اللقاح البريطاني، وهو ما استدعى اتخاذ إجراءات التعليق في بعض الدول.

وكانت تقارير قد أشارت إلى إصابة عدداً قليلاً من الأشخاص بجلطات بعد تلقي اللقاح، كما أفادت أخرى بأن رجلاً يبلغ من العمر 50 عاماً قد توفي في إيطاليا بعد إصابته بتجلط الأوردة إثر تلقيه جرعة من اللقاح، وهو ما دعا دول الدنمارك والنرويج وأيسلندا وتايلاند وبلغاريا إلى الإيقاف المؤقت لطرح لقاح “أسترازينيكا”، وفي الوقت نفسه، توقفت إيطاليا والنمسا عن استخدام دفعات معينة من العقار كإجراء احترازي.، وشمل التعليق في إيطاليا والنمسا دفعات مختلفة من اللقاح، كما أوقفت إستونيا ولاتفيا وليتوانيا ولوكسمبورغ استخدام الدفعة نفسها مثل النمسا.

لا داعي للقلق
وفي خضم تلك التقارير المتشككة، أصدرت منظمة الصحة العالمية بياناً أكدت فيه بإنه لا يوجد سبب لوقف استخدام لقاح فيروس كورونا الذي تنتجه شركة أسترازينيكا.

كما قالت الهيئة المنظمة للأدوية في الاتحاد الأوروبي إنه لا يوجد ما يشير إلى أن لقاح “أكسفورد – أسترازينيكا” مرتبط بزيادة خطر الإصابة بجلطات الدم، وأشارت إلى أن عدد الحالات بين الأشخاص الذين جرى تلقيحهم لم يكن أعلى منه عند عموم السكان، بحسب ما ذكرته شبكة “BBC” البريطانية.

وأضافت: “لا يوجد حالياً ما يشير إلى أن التطعيم تسبب في حدوث هذه الحالات التي لم تدرج ضمن الآثار الجانبية لهذا اللقاح”.

ولفتت إلى أن “فوائد اللقاح لا تزال تفوق مخاطره، ويمكن الاستمرار في إعطاء اللقاح أثناء استمرار التحقيق في حالات الانصمام الخثاري”. وأضافت أنه كانت هناك 30 حالة من حالات “الانصمام الخثاري” بين خمسة ملايين أوروبي تلقوا اللقاح.

فيما قالت شركة أسترازينيكا إن سلامة الدواء تمت دراستها على نطاق واسع في التجارب السريرية. وقال متحدث رسمي إن “المنظمين لديهم فعالية ومعايير سلامة واضحة وصارمة للموافقة على أي دواء جديد”.

بينما أعلنت هيئة الأدوية الإيطالية إن قرارها كان “احترازياً”، مضيفة أنه لم يتم إثبات أي صلة بين اللقاح وبين “الأحداث العكسية الخطيرة” اللاحقة.

منافسة تجارية وحرب إعلامية
يرى بروفيسور الطب التجديدي المشارك بجامعة أوساكا اليابانية، صفوق الشمري، أن الأمر لا يعدو كونه حرباً تجارية وإعلامية بين مصنعي اللقاحات حول العالم؛ خوفاً من أن يستأثر أحدهم بالسوق، ويقول البروفيسور السعودي لـ”سبق” في هذا الصدد: ” أحب أن أوضح أن اللقاح آمن، وتم تجربته على ملايين حول العالم، والنتائج ممتازة. أما بخصوص أعراض جلطات الدم، فقد اأعلنت جمعيات عالمية مختصة في تجلطات الدم أنه لم يثبت هناك علاقة بين اللقاح والتجلطات”.

ويضيف: “يجب على القارئ الكريم ألا يغيب عن باله أن هناك شبه حرب إعلامية بين مصنعي اللقاحات حول العالم، و لقاح أسترازينيكا من أرخص اللقاحات الموجودة؛ لأنه غير ربحي، وأسعار اللقاحات الأخرى أضعاف سعره، هذا غير سهولة تخزينه وتوزيعه حول العالم، والآن بعد اعتماد أكثر من لقاح حول العالم زادت المنافسة، وأصبحت على أشدها، فأصبح هناك نوع من شبه المبالغات وأيضا من الربط بين بعض الأعراض التي تكون غالباً لأسباب أخرى مختلفة وبين اللقاحات، وطبعاً بعض الحكومات توقف مؤقتاً تلقي اللقاحات حتى تتدارس السبب، وأيضاً من أجل تهدئة الرأي العام في بلدانها، وغالباً يظهر بعد التدقيق في الحالات أنه ليس لها علاقة باللقاحات”.

ويدلل “الشمري” على مأمونية لقاح “أسترازينيكا” بوجود عدد من اللقاحات المشابهة له في طريقة العمل، ولم يظهر بعد تلقيها أية أعراض مشابهة، قائلاً: “هناك لقاحات مقاربة في طريقة عملها لاسترازينيكا، ولم نجد لها أعراض مشابهة؛ مما يدل على أن أسترازينيكا ليس له هذه الاعراض، وإلا كنا وجدنا بعضها باللقاحات المقاربة في طريقة عمله على أقل تقدير، فهناك اللقاح الروسي، وايضاً لقاح جونسون & جونسون الذي أجزناه مؤخراً، وكلها مع أسترازينيكا تعتبر آمنة ومتشابهة بعض الشيء”.

ويتوقع البروفيسور السعودي أن يكتسح لقاحي أسترازينيكا جونسون وجونسون سوق اللقاحات العالمي بسبب جودتهما، وسعرهما، وسهولة تخزينهما.

وينصح “الشمري” المواطنين والمقيمين بسرعة تلقي اللقاحات، قائلاً: “أنصح الجميع بتلقي اللقاحات بأسرع وقت ودون تردد، فليس لدي أي مصلحة شخصية أو مالية أو عملية مع أي من شركات اللقاحات، ولكن أنصح بذلك حتى تعود الحياة إلى طبيعتها بأسرع وقت. كما أؤيد دائماً تعدد توفر اللقاحات لأسباب عديدة ذكرناها سابقاً، منها عدم وجود احتكار للقاحات، وأيضاً سرعة تغطية السكان بتوفر أعداد كافية من أكثر من مصدر. وأتوقع مستقبلاً أن يكون لقاح مثل جونسون وجونسون له شعبية في الخليج خصوصا أنه جرعة واحدة فقط”.

تطمينات الصحة السعودية
من ناحيتها، طمأنت وزارة الصحة السعودية المواطنين والمقيمين إلى سلامة لقاح “أكسفورد-أسترازينيكا”، عبر المتحدث الرسمي، الذي أكد أن اللقاح آمن وفعال إلى جوار غيره من اللقاحات في المملكة، وأن سحب كميات منه في بعض الدول لا يعدو كونه إجراء احتياطي ومؤقت للتأكد من مأمونيته.

وكتب محمد العبدالعالي عبر حسابه الرسمي في “تويتر”: “تعليق لقاح أكسفورد “أسترازينيكا” في عدد محدود من دول أوروبا، هو عبارة عن سحب كمية من اللقاحات للتأكد من مأمونيتها وهذا إجراء احتياطي ومؤقت ويتم مع اللقاحات الأخرى. ونطمئنكم بأن بعض هذه الدول عادت لاستخدامه بعد ثبوت سلامته. نؤكد بأن اللقاحات في المملكة ولله الحمد آمنة وفعّالة”.