أيهما أخطر على الإنسان: وقت العاصفة الرملية أو ما بعدها مباشرة؟
كشف أستاذ المناخ بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، مؤسّس ورئيس لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة في السعودية (تسميات)، الدكتورعبدالله المسند، عن خطورة الجزيئات المجهرية العالقة في الجو (الهباء)، والتي تتزايد كثافتها أثناء وبعد العواصف الرملية الشديدة، مشيرًا أن الهباء يعد بحجم PM2.5 الأخطر لصغر حجمه وقدرته على الوصول للرئة، كما أنها تقطع مسافات أطول، وتبقى في الهواء فترة أطول، تصل أحياناً إلى بضعة أيام.
وفي مستهل مقاله أجاب “المسند” عن تساؤله: “أيهما أخطر على الإنسان: وقت العاصفة الرملية أو ما بعدها مباشرة؟” قائلاً: “في الغلاف الجوي الكثير من الجسيمات الدقيقة، أو بعبارة أخرى الجزيئات المجهرية العالقة في الجو (هباء Aerosols)، متحدية الجاذبية؛ لخفتها وصغرها المتناهي، وقد تشاهدها تتطاير وتتقلب في الهواء عندما ينفذ شعاع الشمس من كوة ما إلى داخل المنزل، وتزيد كثافة الهباء أثناء وبعد العواصف الرملية الشديدة”.
وأضاف: “هذا الهباء يكون مصدره عضويًا من مخلفات الإنسان والحيوان والأشجار، أو غير عضوي كالمعادن والصخور جراء العواصف الغبارية، أو قد يكون مصدره الرماد البركاني، أو رماد الشهب المحترقة، أوأملاح البحر المتطايرة جراء اصطفاق الأمواج بعضها ببعض”.
ومضى “المسند” قائلاً: “لك أن تتخيل صغر حجم الهباء الذي ينقله الغبار وخطورته على الصحة، وذلك عندما تدرك أن محيط الشعرة الواحدة من رأس الإنسان تتراوح من 50-70 ميكرونًا، بينما الهباء المتطاير محيطه يبلغ 2.5 ميكرون فقط، ويشار له بـ “.(PM2.5)
وأضاف: “بعبارة أخرى، تستطيع عشرات الذرات من الهباء الرسو فوق قمة الشعرة المدببة في نظرنا! أرأيت كيف هي متناهية في الصغر وهي غيرمرئية. (4 من ذرات من PM2.5 تعادل ذرة من PM10، و20 ذرة من PM2.5 تعادل ذرة واحدة من ذرات الضباب، و40 ذرة من PM2.5 تعادل وتساوي حجم ذرة غبار مشاهدة بالعين المجردة).
وأوضح أن الهباء يعد بحجم PM2.5 الأخطر لصغر حجمه وقدرته على الوصول إلى الرئة، كما أنها تقطع مسافات أطول، وتبقى في الهواء فترة أطول، تصل أحياناً إلى بضعة أيام.
وأضاف: “هنا تكمن الخطورة في استنشاق هواء ملوث، ومفعم بالهباء المتطاير، والذي يجري مع مجرى الهواء، حتى يبلغ الرئة فيستوطن فيها لفترة طويلة، مشكلاً هذا الجسم الغريب مشاكل صحية لا تخفى على الأطباء، ومنها أنها تُعرض وظائف الرئة للخطر، والربو، والتهاب الجهازالتنفسي، وفي دول الاتحاد الأوروبي تسبب انتشار PM2.5 في خفض متوسط العمر بنحو 8.6 أشهر وفقاً لدراسات علمية”.
وتابع “المسند”: “أثبتت الدراسات العلمية أن الذين يعانون من أمراض القلب، والأطفال، وكبار السن هم الأكثر عرضة للتحسس من التلوث بالجسيمات الدقيقة PM2.5”.
واختتم “المسند”: “عليه أهيب بالجميع استخدام كمامات متطورة، وعملية تُلبس أثناء العواصف الغبارية، خاصة عندما تكون أجواء الغبار كالضباب بيضاء كما الوضع حالياً في #حائل #القصيم #الرياض#المدينة وشرق جبال السروات، وعلى أقل تقدير تلطموا.”
واستطرد: “أهيب أيضًا بالجهات المعنية زرع محطات رصد قياس مدى التلوث وانتشار وكثافة الهباء بحجم (PM2.5)في المدن والمحافظات، وإتاحة المؤشر الرقمي للجمهور على الإنترنت، فإذا ما بلغت نسبة محددة يحددها المختصون؛ عُلقت الدراسة، وأديت الصلاة في البيوت، وأُجلت المناسبات”.