أكاديميون ومختصون: إنشاء وحدات التوعية الفكرية بالتعليم يتواءم وأهداف رؤية 2030
جاء قرار وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ بإنشاء وحدات التوعية الفكرية في جميع إدارات التعليم والجامعات، هادفًا إلى العمل وفق اختصاصاتها في تنفيذ الخطط والبرامج والأنشطة والفعاليات التي تعد إنساناً يتمسك بثوابته الدينية، وقيمه الوطنية، ويفتخر بوطنه وقيادته، وحضارته وتاريخه ورموزه الوطنية، ويتحلى بقيم الوسطية والاعتدال.
هذا ما أكده عدد من المختصين والأكاديميين الذين استطلعت (سبق) آراءهم لافتين إلى أهمية هذا القرار خصوصاً في هذا التوقيت وما يخدم استراتيجية الوطن وانسجامه مع أهداف ومرتكزات رؤية المملكة 2030 .
ففي البداية يؤكد مدير إدارة التوجيه والإرشاد في تعليم تبوك د. يحيى العطوي على أن هذا القرار الحكيم وفي هذا التوقيت بالذات مهم جدًا، فالمملكة تواجه الآن حروبًا فكرية من أعدائها على كل الأصعدة والمجالات، وبالمقابل تسعى المملكة دائمًا إلى التصدي لجميع أفكار التطرف والانحلال، ونشر الوسطية والاعتدال وكان أحدث القرارات الحكومية، إنشاء وحدات التوعية الفكرية في جميع إدارات التعليم والجامعات؛ وفقًا للنموذج التشغيلي، الذي أعلنته وزارة التعليم، وذلك بهدف تعزيز قيم المواطنة والاعتدال والوسطية الفكرية.
وأضاف العطوي: وحدة التوعية الفكرية تحقق تعزيزًا جانبيًا (الحصانة والحماية الذاتية)، ويتجلى ذلك من خلال استعراض أهدافها في تعزيز الولاء للدين ثم لولاة الأمر، والانتماء للوطن، ونشر قيم الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش، والوقاية من الفكر المتطرف ومعالجة آثاره، وتشجيع المبادرات العلمية والبحثية في القضايا الفكرية ورصد المخالفات والأفكار والسلوكيات المتطرفة والمنحلة، وتحديد الظواهر السلبية التي تدعو إلى الاختلال والخروج عن مصفوفة القيم المجتمعية.
واعتبر أستاذ الفقه الإسلامي وأصوله المشارك والمشرف العام على وحدة التوعية الفكرية بجامعة تبوك د. نواف الشراري أن قرار وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ -وفقه الله- القاضي بإنشاء وحدات للتوعية الفكرية بالجامعات، قرار موفق وحكيم وفي وقت هام للغاية، حيث يواجه أبناؤنا وبناتنا الطلبة تحديات فكرية كبيرة تخالف منهج الإسلام القويم، وتخدش في لحمة الوطن من أرباب الفكر المنحرف والتيارات المتطرفة، الذين هم بذلك شوهوا رسالة الإسلام الخالدة وعقيدتنا الصافية النقية.
ويضيف الشراري: في وقت أوضح فيه جلياً سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود -حفظه الله- للعالم أجمع بأن خطر الإرهاب الحقيقي هو تشويه عقيدتنا السمحة، ولذلك جاء هذا القرار في إنشاء وحدات للتوعية الفكرية لتسهم في إيجاد بيئة جامعية ومدرسية واعية، وتهدف إلى ترسيخ المنهج الوسطي المعتدل وتعزز اللحمة الوطنية خلف القيادة الرشيدة وتحصن الطلبة من خطر الغلو والتطرف والجفاء والتفريط.
واستطرد: رسالة العلم والتعليم وأمانة أبنائنا وبناتنا الطلبة عظيمة وكبيرة، وأمن الوطن مسؤولية الجميع فلنقف صفًا واحدًا لتحقيق رسالة وحدات التوعية الفكرية، وأهدافها العظيمة المنشودة، لنقطع الطريق على كل متربص حاقد يريد بأبنائنا وتعليمنا الشر والفتنة.
ويقول رئيس وحدة التوجيه والإرشاد بالكلية التقنية بتبوك د. عياش العنزي إن قرار وزير التعليم بإنشاء وحدات للتوعية الفكرية يأتي تأكيدًا على أهمية تعزيز الولاء للدين ثم ولاة الأمر والانتماء للوطن، ونشر قيم الوسطية والاعتدال، والتصدي لأفكار التطرف والانحلال، وذلك لتحصين النشء من الانحرافات الفكرية في الأفهام والسلوكيات التي تنافي الدين، والقيم الوطنية والمجتمعية وبناء الشخصية الإيجابية، ومعالجة السلوكيات والأفهام المنحرفة، ويأتي أيضا هذا القرار تشجيعًا للمبادرات العلمية والبحثية في القضايا الفكرية.
ويوضح منسق مركز الوعي الفكري بتعليم تبوك محمد الفاضلي أن هذا القرار جاء موافقاً لرؤية المملكة العربية السعودية (حرسها الله)، وهي خطوة نشيد بها، ونعتز بها ويؤيدها المجتمع لأنها مطلب شرعي ووطني وإنساني، وتهتم هذه الخطوة بقيمة الأمن للمجتمعات وخاصة الميدان التربوي، وتحارب جميع الأفكار والمحاضن المنحرفة، وتسهم في توعية وتثقيف الطلاب والطالبات لتحقق لهم شخصية معتدلة متوازنة متزنة متكاملة، تنمي شعور الانتماء الكامل لوطنه وقادته وتغرس في نفسه العز والفخر بهذا الانتماء. وتجعله قادر على مواجهة كل الأفكار المنحرفة والمتطرفة، ليصبح فرداً نافع لمجتمعه ووطنه محباً لولاة أمره مدافعاً عن مكتسبات الوطن ساعياً في نهضته وعلوه.
وتابع الفاضلي: لقد كان لهذا القرار الموفق وقع كبير انعكس أثره على المجتمع في جميع مواقع التواصل بالتفاعل معه وتأييده ومباركته وتحقيق الأمان النفسي والشخصي للطلاب والطالبات بما يحقق بناء الوعي الذاتي لديهم ليكونوا قادرين على تمييز الأفكار وتقويمها وتفعيل دور الطلاب والطالبات في نشر الوعي الفكري.
من جانبها أكدت مساعد مدير صحة تبوك للصحة العامة ومديرة الجودة د. شيماء البلوي أن هذا القرار يعكس سعي وزارة التعليم إلى تحقيق رسالة وحدة التوعية الفكرية في نشر قيم الاعتدال، والوسطية، وتقبل الرأي، والرأي الآخر، وتعزيز مكانة الحوار كأحد العوامل المساعدة في التواصل المجتمعي، مستهدفة الطلاب والطالبات للتعريف بمفهوم التعايش، وأهمية الحوار المجتمعي في تحقيق أفضل مستوى من العلاقات بين فئات المجتمع، وتفعيل خيارات التواصل البناء بين شرائح المجتمع، وفوائد الحوار المجتمعي، وآثار الفهم الخاطئ على سلوك الإنسان تجاه الآخر سواء أكان فرداً أو مجتمعاً، بالإضافة إلى تأصيل ثقافتنا في مفهوم الاعتدال والأمن الفكري، وترسيخ مفهوم القيم المشتركة، ومنها قيمة التعاون والاحترام والتراحم في المجتمع.
وبينت سيدة الأعمال بمنطقة تبوك نسرين بصري أن هذا القرار يؤكد اضطلاع وتقدير وزارة التعليم لمسؤوليتها تجاه النشء، إذ تعد الجامعات والمدارس هي المحاضن الأساسية لتكوين الفكر المستنير والمعرفة والعلم، ولها دور بارز في بناء القدرات البشرية، ودعم اقتصاد المعرفة والبحث والابتكار، وبناء الفكر المتّزن، وغرس المبادئ الإسلامية السمحة في عقول الناشئة، وتعزيز الانتماء الوطني، ونبذ التطرف ومحاربة الإرهاب وتحرص وزارة التعليم بقرارها هذا على تعزيز مفهوم الأمن وتحريره من قيود التطرف والغلو من خلال توجيه عقول الطلاب والطالبات إلى موارد العلم والمعرفة والاستقاء من المعين الصالح ليتحقق النفع ويتعلموا كيف يبنوا الأوطان ويعلوا من رايات العلم والعمل معًا.
من جهتها أكدت مديرة إدارة التقويم والقبول للبنات بتعليم تبوك منال المالكي أن إنشاء وحدة التوعية الفكرية في كل جامعة وإدارة تعليمية كوحدة رئيسة تشرف على المناشط والفعاليات والبرامج التي لها علاقة بالأمن الفكري وتواجه الدعايات المضللة من جماعات الفكر والتطرف هو توجه مشرق بالتطلعات الوطنية لتكون مخرجات هذه الوحدة من خلال تفاعل وتكافل كافة الوحدات التي تصب في حماية أبنائنا وبناتنا من الأفكار الهدامة التي تنتهج الغلو والتفكير، إذ تسعى الوزارة جاهدة في بناء جيل آمن، وتحمل في رسالتها الهادفة إلى توعية المجتمع التعليمي وتجريده من أفكار التطرف والانحرافات الفكرية على منهج الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح نحو التميز في بناء جيل آمن محصن ضد التطرف ونشر الوسطية والاعتدال في البيئة التعليمية، وتعزيز التسامح وتقبل الرأي والرأي الآخر، من خلال برامج وأنشطة وفعاليات متنوعة وتحقيق الأمان النفسي والشخصي للطلاب والطالبات بما يحقق بناء الوعي الذاتي لديهم ليكونوا قادرين على تمييز الأفكار وتقويمها وتفعيل دور الطلاب والطالبات في نشر الوعي الفكري.
وختاماً قالت مديرة مركز التدريب التربوي للبنات بتعليم تبوك فاتن البلوي إن هذا القرار الاستراتيجي يأتي في إطار سعي وزارة التعليم لمواجهة الموجة الدعائية التي تستهدف الشباب السعودي من قبل جماعات العنف والإرهاب، بقصد تشجيع الحوار، والتأكيد على قيم التسامح والاعتدال والوسطية والمحافظة على اللحمة الوطنية، لدى كافة أطياف المجتمع، كذلك للمساهمة في حماية الطلاب من أفكار الغلو والإرهاب، وسد الذرائع الموصلة لهذا السبيل وتحقيق جملة من الأهداف في مقدمتها ترسيخ المسؤولية الوطنية وسماحة ديننا الإسلامي ووسطيته والوقاية المبكرة من الانحرافات الفكرية إضافة إلى تنمية التربية الذاتية للطلاب والطالبات بما يتفق مع السمات الشخصية المسلمة والعمل على التكامل مع مؤسسات المجتمع بما يعزز الوعي الفكري في البيئة التربوية .
وأكدت البلوي أن الوزارة تسعى من خلال هذه الوحدات إلى تحقيق تطلعات القيادة الحكيمة، ببناء مجتمع معتدل يكرس التسامح وينبذ العنف وينشر قيم الإسلام السمحة، وهذا ما أكدت عليه رؤية “2030” عندما نصت على أن منهج الوسطية والتسامح وقيم الإتقان والانضباط والعدالة والشفافيّة هي من المرتكزات الأساسية لتحقيق التنمية في شتّى المجالات وبناء الإنسان السعودي وتحقيق الأمان النفسي والشخصي للطلاب والطالبات بما يحقق بناء الوعي الذاتي لديهم ليكونوا قادرين على تمييز الأفكار وتقويمها وتفعيل دور الطلاب والطالبات في نشر الوعي الفكري.