الأخبار المحلية

“دوغال”: الذكاء الصناعي يُحدِث ثورةً في عالم التجارة الإلكترونية

أكد ساشين ديف دوغال المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي لشركة BUILDER AI، أن الذكاء الصناعي يشهد توسعًا في استخدامه بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، وفي عدد من المجالات، مشيرًا إلى أن التجارة الإلكترونية نالت نصيبها من هذا الاستخدام.

وقال “دوغال” في مقالة بعنوان “كيف يمكن للذكاء الاصطناعي إحداث ثورة في عالم التجارة الإلكترونية؟”: “توسع استخدام الذكاء الاصطناعي في جميع مناحي الحياة، وبتنا نشهد استخداماته المذهلة في العديد من المجالات، مثل خدمة العملاء الصوتية الآلية، وخدمات الاستشارات المالية الرقمية وغيرها”.

وأضاف: “التجارة الإلكترونية نالت نصيبها من هذا الاستخدام، وأصبح استخدام الذكاء الاصطناعي فيها أكثر وضوحًا من بقية الاستخدامات الأخرى؛ إذ عندما تبدأ البحث عن حقيبة يد لشرائها عبر الإنترنت، سرعان ما تظهر لك التوصيات والخيارات والتنبيهات بصورة متكررة من صفحات المتاجر المنتشرة على شبكة الإنترنت، التي أنشأتها لوغاريتمات الذكاء الاصطناعي المضمنة في تلك الصفحات التي قمت بزيارتها مؤخرًا أكثر من غيرها. هذا هو بالضبط إحدى ثمار استخدام الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية”.

وتابع: “كل هذه الميزات ما كان يمكن لها أن تتحقّق لولا الاستعانة بالذكاء الاصطناعي وقدرته على جمع وتحليل المعلومات في الزمن الحقيقي ومساعدة المتاجر الإلكترونية في التعرف على العملاء وسلوكهم وأنماط الشراء الخاصة بهم، والتأكد من أن استراتيجياتهم مرنة بما فيه الكفاية بحيث تستقطب مستخدمين وتزيد معدلات الشراء نسبة لجلسات التصفح (Conversion Rates)”.

واستطرد قائلًا: “المستخدمون باتوا على دراية بكل هذه الميزات وجزء لا يتجزأ من عملية التسوق الرقمي؛ مما يدلل على تطور استخدام الذكاء الاصطناعي في التجارة الإلكترونية والترابط بينهما بصورة كبيرة”.

وقال: “هناك العديد من الوسائل الفعالة التي تعزز استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال التجارة الإلكترونية؛ منها على سبيل المثال: إضفاء الطابع الشخصي للتسوق؛ حيث إنه كلما كان هناك انسجام بين خيارات العميل وموقع التجارة الإلكترونية، كلما كان من السهل تقليل زمن الصفقة وزيادة مشاركة العميل ومعدلات الصفقات نسبة لعمليات التصفح (Conversion Rates) حتى عبر قنوات متعددة، وهذا بحد ذاته قد يكون ميزة في ظل أجواء تنافسية ودية”.

وأضاف: “كما أن استخدام الذكاء الاصطناعي في إضفاء الطابع الشخصي على تجربة التسوق بالنسبة للعميل عبر التحليل السريع للبيانات من شأنه أن يساعد المنتجات والعلامات التجارية على الظهور في الأسواق المستهدفة بكل سهولة”.

وأوضح أن اللوغاريتمات التي بُنيت عليها مواقع التجارة الإلكترونية تقوم على جمع وتحليل المعلومات وتاريخ العميل وبيانات الطرف الثالث ومعلومات المحتوى وغيرها، بهدف عرض أنسب نتائج بحث على مستخدمي ومتصفحي تلك المواقع.

ولفت إلى أن روعة الذكاء الاصطناعي تكمن في قدرته على الذهاب أبعد من ذلك، وذلك من خلال تقديم توصية حول منتجات وخدمات أخرى للعملاء لاكتشافها والتعرف عليها بناء على تفضيلاتهم واهتماماتهم وعادات التصفح لديهم.

وقال: “لا يمكن اعتبار الذكاء الاصطناعي مفيدًا فقط للعملاء النشطين، بل يمكنه تحديد العملاء الذين غادروا موقع التجارة الإلكترونية في أية مرحلة من مراحل الشراء، وهذا بلا شك يساعد الشركات البائعة على إعادة صياغة استراتيجيات إعادة استهداف العميل، وشد انتباهه من جديد إلى المنتجات والخدمات”.

وأضاف: “بعض الشركات باتت تلجأ إلى الذكاء الاصطناعي لربط شبكة الإنترنت بكل ما هو خارجها من خلال – مثلًا – استعمال تعابير الوجه للتعرف على فترات راحة العميل وما يبحث عنه، فإن هو قضى وقتًا كافيًا في البحث عن منتج، فسوف يتم حفظ معلومات البحث تلك للزيارة القادمة، ومع تطور استخدامات الذكاء الاصطناعي نتوقع أن تكون هناك عروض خاصة على منتجات بعينها تظهر على شاشة العميل بناء على عاداته في التصفح”.

وأشار إلى عمليات البحث البصرية، لافتًا إلى أنها سوف تحدث ثورة في عمليات التسوق؛ إذ باتت التطورات الهائلة في خاصية تعلم الآلة، والتي تعد فرعًا أساسيًّا من الذكاء الاصطناعي، تمكّن العملاء من التقاط صورة لمنتج أو مكان ما باستعمال تطبيق متخصص، ليبدأ البحث بعد ذلك عن أفضل منتج مطابق لما تم البحث عنه. ولفت إلى نجاح بعض منصات وسائل التواصل الاجتماعي، مثل (سناب تشات) و(إنستغرام) في ربط المستخدمين مباشرة مع صفحة بيع المنتج الظاهرة على موقع التجارة الإلكترونية؛ مما يدلل على المدى الذي بلغه الذكاء الاصطناعي في مجال التجارة الإلكترونية.

وقال: “حاليًّا تقوم Google Lens بتحديد أكثر من مليار منتج إلى جانب ميزة البحث عن صور المنتجات والخدمات الاعتيادية، وهذا ينطوي على فائدة بالنسبة للعملاء المهتمين بالأزياء والباحثين عن نوع معين منها، علمًا أن هذه الميزة يمكن استخدامها في مجالات أخرى بخلاف الأزياء؛ فمثلًا يمكن من خلال إدخال صورة وجهة معروفة للعطلات أن تظهر لك نتائج حول الحرف المحلية أو التذكارات وهكذا”.

وأوضح أنه بإمكان حلول البرمجيات الذكية إحداث ثورة في عالم المبيعات من خلال إجراء مهام متكررة تقليدية، مثل البحث عن عملاء متوقعين وتصنيفهم ومراقبة طلباتهم والتواصل مع العملاء الحاليين والمحتملين، كما باتت بعض الشركات تستعمل الذكاء الاصطناعي لإجراء عمليات مسح حول تفضيلات العملاء وتحديد أفضل العملاء المتوقعين والتركيز عليهم واستهدافهم.

وأضاف: “تستطيع أدوات إدارة علاقات العملاء المتقدمة التعامل مع جميع الوظائف بصورة متزامنة؛ مما يجعل عملية إيجاد العملاء المتوقعين أقل صعوبة، ويحرر الشركة من استخدام موظفين أكفاء وتوجيههم للتركيز على استقطاب العملاء المتوقعين أو التفرغ لأنشطة أخرى”.

وأشار إلى أن أكثر من 97% من العملاء يلجؤون إلى قراءة أوصاف المنتجات والخدمات قبل شراء أي منها، ولا شك في أن تأثير هذه الأوصاف على قرار العميل كبير جدًّا، ولهذا فإن الوصف الكاذب والضار، وخاصة ذلك الذي يؤثر على تصنيف المنتجات والخدمات؛ بإمكانه النيل من سمعة تلك المنتجات والخدمات في النهاية.

ولفت إلى أن دراسة جامعية أكدت أن الذكاء الاصطناعي نجح في تحديد الأوصاف الضارة بصورة أفضل من البشر، وذلك من تحليل تلك الأوصاف والتعرف على الأنماط النصية الغريبة وأسلوب الكتابة والتنسيقات، وتنبيه فريق العمل للتحقق من النتائج المشكوك فيها.

وقال: إن “من أبرز استعمالات الذكاء الاصطناعي في مجال الأمن الإلكتروني الخاص بالتجارة الإلكترونية؛ هو التركيز الكبير على العمليات التي تجري والدفعات التي تحول؛ حيث يمكن استعمال خاصية تعلم الآلة، لتعقب أنماط الشراء المشبوهة مثل الشراء من أجهزة غريبة أو الشراء بكميات كبيرة جدًّا، وفي مثل هذه الحالات يمكن إطلاق إنذار في الزمن الحقيقي لإيقاف كل تلك العمليات وتعقبها والقضاء عليها والإبلاغ عنها”.

وأضاف: “بعض شركات المدفوعات ذهبت أبعد من مسألة التحقق الرقمي إلى ما يسمى: توثيق العلامات الحيوية، بدلًا من ذلك، فلقد بات بإمكان العملاء استعمال بصمات الأصابع أو ميزة التحقق من ملامح الوجه قبل إجراء عملية الدفع ولاستبعاد إمكانية سرقة كلمة السر، وعلى الرغم من حداثة هذه التقنية إلا أننا نتوقع لها أن تضم إلى عمليات التوثيق القياسية الأخرى لضمان مستوى مضاعف من الأمان والسلامة في عمليات الدفع الإلكترونية”.