“الزهراني”: ترويع الآمنين داخل الحرمين الشريفين مرفوض مرفوض!
تعليقاً على حادث الإرهابي حامل السكين في الحرم المكي الشريف، يؤكد الكاتب الصحفي علي أبوالقرون الزهراني أن الحرمين الشريفين مكان آمن للعبادة، وليس لترديد الشعارات، وأن محاولة ترويع الآمنين داخل الحرمين الشريفين بأي شكل من الأشكال أو محاولة استغلالهما بترديد الشعارات لأي جهة أو تنظيم هو مرفوض، مرفوض، مرفوض!!
ترويع الآمنين داخل الحرمين مرفوض
وفي مقاله “الحرمان الشريفان ليسا مكاناً للشعارات” بصحيفة “المدينة”، يقول “الزهراني”: نتفق على أن الحرمين الشريفين هما أهم مكانين والأكثر وقعاً في نفوسنا ونفوس عموم المسلمين، ونتفق أيضاً على أنهما آمنان بأمن الله أولاً ثم بهذه الدولة الرشيدة التي تسهر على راحة قاصديهما.. لكن علينا أن نتفق ألف مرة أن محاولة ترويع الآمنين داخل الحرمين الشريفين بأي شكل من الأشكال أو محاولة استغلالهما بترديد الشعارات لأي جهة أو تنظيم هو مرفوض، مرفوض، مرفوض”.
أوقفنا مظاهرات العنف.. تبقى الذئاب المنفردة
ويرصد “الزهراني” جهود الدولة في التصدي لبعثات التظاهر والعنف، فلم يبقَ إلا الذئاب المنفردة، ويقول: “الدولة حرسها الله وقفت بقوة في وجه إيران وكل من حاول تسيير المظاهرات وارتكاب أعمال العنف في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، فأمن الحرمين وأمن ضيوف الرحمن هما خطوط حمراء عند هذه الدولة المباركة.. لكن مشكلتنا تظل في ذلك الإنسان الذي يأتي الحرم بلبوس ديني فلا تتوقع منه إلا خيراً، ثم يحدث منه عكس ذلك على غرار ما رأينا قبل أيام من ذاك المتطرف الإرهابي الذي كان يخترق جموع الناس، وهم يسبّحون ويدعون قبيل الغروب، ويستمتعون بأجمل اللحظات داخل أجلّ وأعظم مكان على وجه الأرض، ثم يرفع سكيناً ويردد شعارات داعشية، فأرهب الناس وروعهم! وقبله ذلك المُحرم الذي خرج من بين صفوف الساعين، وراح يحطم الحاجز الزجاجي على جبل الصفا.. وقبله ذلك المصلي الذي نهض من بين الصفوف داخل حجر إسماعيل وصعد جدار الحجر وراح يكسر الفوانيس ويروع الطائفين”.
“دواعش” ومرضى نفسياً وأشياء أخرى
ويرصد “الزهراني” أنواع هؤلاء الأشخاص، ويقول: “إن كان صاحب الشعارات الداعشية واضح الانتماء الداعشي والفكر الإرهابي المتطرف وبالتالي وراءه ما وراءه، وهو ما ستصل له التحقيقات.. فإن التصرفات الأخرى قد لا تبررها فقط عبارة الاعتلال النفسي.. فلا أعتقد أن إنساناً يُحرِم ويطوف ويسعى ويصلي هو معتل نفسياً.. وحتى إن اعتقدنا ذلك فيجب ألا نسقط من حساباتنا أنه ربما هناك غايات خفية.. بالتأكيد هناك حاقدون وحاسدون وكارهون نعرفهم بسيماهم وبقول ألسنتهم وبسواد نواياهم.. هؤلاء يعرفون أهمية الحرمين ولذلك هم يسعون بأي شكل من الأشكال إلى إحداث أي شئ، حتى يستثمروه ويكيدوا من خلاله.. ولذلك فحتى عندما يحدث مثل هذه الأشياء الصغيرة والبسيطة تجدهم يضخمونها ويهولونها ويلوكونها إعلامياً”.
الحرمان الشريفان في ظلال الرحمن وفي أيدٍ أمينة
ويعلق ” الزهراني” على هؤلاء، قائلاً: “لهؤلاء نقول موتوا بغيظكم، فالحرمان الشريفان والمشاعر المقدسة هي في ظلال الرحمن أولاً ثم في أيد أمينة تخدمها وتسهر على أمنها!!
في الحرمين الشريفين طوق أمني كبير وكاميرات مراقبة ورصد تقني على أعلى مستوى.
ومن يقترب من الملف الأمني في الحرمين يشاهد حالة من الدقة في الرصد والضبط في قضايا شتى، وإذا كان يدهشك كيف يخترق عمال النظافة صفوف الطائفين والساعين فإنك ستدهش أكثر كيف يصل الأمنيون إلى حالات داخل التجمعات الكثيفة”.
ملاحظتان أمنيتان
وينهي “الزهراني” بملاحظتين أمنيتين، ويقول: “أعرف الكثير من الحالات التي تسرّنا بيقظتها الأمنية.. لكن هناك بعض الملاحظات نقف عندها، وأجزم بأنها لا تخفى على رجال الأمن:
أولها: دقة التفتيش عند الأبواب، فالرجل كان يحمل معه سكيناً… وثانيها: لماذا هذا التعامل الهادئ والمتسم بالرأفة والاستدراج مع أصحاب تلك الحالات.
يمر وقت يكون فيه موج وروج، فمثل هذه الأفعال تقتضي الانقضاض السريع؛ حتى لا يحدث المزيد من الترويع.. مع تقديرنا لرجال أمننا الذين لديهم الخبرة والفهم بخصوصية المكان، وخصوصية التعامل معه”.