متخصص : احترسوا من تجارب “التركيبات العشبية ” في رمضان تجنباً للإغماءات
حذر استشاري الغدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا ، مرضى السكري من الانصياع لأي أشخاص يظهرون في مواقع التواصل الاجتماعي خلال هذه الأيام ويدعون إلى استخدام تركيبات عشبية عبر وصفات وتركيبات محددة لعدم تعرض مرضى السكري لأي حالات انخفاض في نسبة سكر الدم أو الإغماءات خلال فترات النهار حتى يتمكنون من صيام الشهر بكل يسر وسهولة.
اكتسبوا تجربة الصيام
وقال البروفيسور الأغا ، أن جميع مرضى السكري لديهم تعليمات طبية وعلاجية وغذائية محددة يجب أن يتقيدوا بها طوال الشهر الكريم حتى يتمكنون من صيام الشهر بكل يسر ، مضيفًا أن جميع المرضى لديهم تجربة كبيرة مع الصيام اكتسبوها طوال السنوات الماضية.
مخاطر التركيبات الوهمية
وعن مدى الخطورة التي قد تشكلها هذه الوصفات المجهولة على صحة المرضى أوضح الأغا
أن خطورة هذه الوصفات قد تكون على المدى القريب أو البعيد ، فعلى المدى القريب ومع الاستهلاك قد تظهر بعض الأعراض الفورية على المريض بعد فترة وجيزة ، وعلى المدى البعيد قد تتأثر بعض الأعضاء الحيوية مثل الكبد والكلى والقلب والجهاز الهضمي بشكل عام ، وخصوصاً الكليتين اللتان تعملان على تصفية الجسم وبالتالي فأنه من السهولة التعرض – لا قدر الله – للفشل الكلوي، فالنصيحة هي عدم خوض التجارب الوهمية التي تتناول الخلطات والتركيبات وان شعر البعض بانخفاض نسبة سكر الدم ، لانه شعور مؤقت ويعود المريض في الأخير إلى الانسولين ، وكم من حالة انا شاهد على وضعها إذ عادت الى الانسولين بعد تجارب لتركيبات وخلطات عشبية اعطتهم احساس بانتهاء السكر وفجأة تدهورت حالتهم وعادوا من جديد لعلاقاتهم الصحيحة ، فالنصيحة هي اتباع ارشادات الاطباء ، ومن خلال هذا المنبر ادعو كل مريض سكر ان يرسل المقطع لطبيبه المعالج قبل الإقدام على التجربة حتى يكون لديه رد علمي عن حقيقة المقطع، فسلامة الصحة أهم من التجارب الوهمية والتعرض للمضاعفات الخطرة.
خلق ادعاءات باطلة
وحول الهدف من خلق ادعاءات باطلة الصحة حول التركيبات الوهمية وخصوصًا خلال فترة ما قبل رمضان مضى قال أن هناك ٣ نقاط مهمة في هذا الجانب:
الأول : التربح المالي باستغلال ضعف الوعي الصحي لدى بعض المرضى وانهم بالتأكيد سيتواصلون مع مدعي العلاج بأي طريقة ويدفعون له المبالغ من أجل الحصول على هذه العلاجات التي يدعيها وهي ( تركيبات أو أعشاب) ويحتفظون بأسرارها دون الكشف عن أي تفاصيل متعلقة بالتركيبة.
ثانياً: مع انتشار التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي أصبح من السهولة ترويج الإدعاءات العلاجية للمرضى بكل سهولة ، إذ أصبحت المعلومات المضللة تصل بسرعة البرق ، فنجد البعض يبث مقاطع قصيرة يدعي فيها إكتشاف علاج للسكري أو غيره وكل ذلك من أجل الحصول على لايكات والفيوز والقلوب وغير ذلك.
ثالثاً: غياب التوعية وعدم وجود رقابة صارمة وعقوبات نحو هذه الفئة التي تدعي العلاجات وهذا ساعدهم على استمرار نشاطهم في اصطياد المرضى ، وإن كانت هيئة الغذاء والدواء بدأت في الفترة الأخيرة في متابعة هذه الفئة والوصول اليهم وتطبيق الإجراءات المحددة.
فخلاصة القول ، الفئة التي لا تكشف عن أسرار علاجها تهدف التربح المادي في المقام الأول ، والفئة التي توضح التركيبات بالمعايير فهي تنتظر لايكات المقاطع ، وهذا يجعلني أن احذر جميع المرضى بعدم الانسياق وراء هذه الفئة المضللة والاعتماد على العلاج القائم على البراهين .
رهن التجارب والدراسات
وبين الأغا ما إذا كان هناك بالفعل أدوية مُعلنة أو تم اكتشافها وتحت التجربة لعلاج مرضى السكري خلال العلاجات الموجودة حالياً لداء السكري بين أن كلها رهن التجارب والدراسات والأبحاث، والعلاج الوحيد القائم على طب البراهين حالياً هو الأنسولين والحبوب والحمية وكل ذلك مرتبط بحسب نوع داء السكري المصاب به الشخص ، وأضاف هذا يدعوني أن أكرر بأن مرضى السكرى مستهدفون من مدعي العلاجات ومن مراكز خارج المملكة التي تدعي كل مرة بوجود علاجات بالخلايا الجذعية أو حقن للبنكرياس حتى يتم الاستغناء عن السكري وذلك بسعر مغرٍ ،
لدرجة انهم يعرفون مواعيد اجازاتنا لدعوة المرضى ، وساعد وجود وسائل التواصل الاجتماعي على سرعة وصول دعاياتهم لكل دول العالم ، وأكد لجميع مرضى السكري أن الأبحاث المتعلقة بالخلايا الجذعية لعلاج السكري مازالت رهن الدراسات ، فهناك تحديات تقنية لابد من التغلب عليها أولاً قبل البدء في تطبيق هذه الاكتشافات في العيادات الطبية، ومع أن هذه التحديات كبيرة وصعبة إلا أنها ليست مستحيلة.