باكورتها “محطة سكاكا”.. ما المكاسب التي ستجنيها المملكة من مشروعات الطاقة المتجددة؟
قبل أربعة أعوام، في أبريل 2017، أطلقت المملكة “البرنامج الوطني للطاقة المتجددة”، وهو مبادرة استراتيجية تندرج ضمن “رؤية 2030″، ويهدف البرنامج إلى إنتاج نحو 9.5 جيجا وات من الطاقة المتجددة التي تشمل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بحلول عام 2023، بما يعادل 10 في المئة من إجمالي إنتاج الطاقة في المملكة. ويضم البرنامج عدة مشاريع واعدة؛ منها مشروع محطة سكاكا لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية الذي افتتحه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اليوم (الخميس)، والذي بينت معلومات سابقة أن المحطة ستعمل بقدرة 300 ميجا وات، وتمتلك القدرة على تغطية مساحة تزيد على 6 كيلو مترات مربعة.
فمشروع محطة سكاكا لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية يمثل باكورة مشاريع “البرنامج الوطني للطاقة المتجددة”، وسيتلوه قريباً مشروع محطة دومة الجندل لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح؛ ما يفتح المجال للحديث عن المكاسب التي ستجنيها المملكة من مشروعات الطاقة المتجددة، وتحديداً المشروعين السابقين، وسبعة مشروعات أخرى جرى توقيعها اليوم لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في مناطق المملكة المختلفة؛ فمن الناحية الإنتاجية ستنتج المشروعات التسعة أكثر من 3600 ميجا وات، ستوفر الطاقة الكهربائية لأكثر من 600 ألف وحدة سكنية، كما ستخفض أكثر من سبعة ملايين طن من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.
ومن المكاسب التي ستتيحها هذه المشروعات إتاحة شراء الكهرباء المنتجة من الطاقة المتجددة بأقل تكلفة، “فبعض هذه المشروعات حققت أرقاماً قياسية جديدة تمثلت في تسجيل أقل تكلفة لشراء الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية في العالم؛ ومنها مشروع الشعيبة الذي بلغت تكلفة شراء الكهرباء منه 1.04 سنت أمريكي لكل كيلو وات ساعة”، بالإضافة إلى أنها ستعمل على تحقيق الخطط الرامية للوصول لمزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الكهرباء، التي تهدف لأن “تصبح حصة الغاز ومصادر الطاقة المتجددة في المزيج 50 في المئة بحلول 2030، والتي ستؤدي إلى أن يحل الغاز والطاقة المتجددة محل ما يقارب مليون برميل بترول يوميًّا، تستهلك كوقود في إنتاج الكهرباء وتحلية المياه”.
وكما توضح البيانات السابقة فإن هذه المشروعات ستحقق زيادة ملحوظة في حصة إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة في المملكة، وستؤدي بحسب ما لفت ولي العهد إلى أن “تكون السعودية رائدة في جميع قطاعات الطاقة”، ولا يمكن إغفال الفائدة التي يتيحها تكامل مشروعات الطاقة المتجددة مع المشروعات الأخرى التي أطلقتها المملكة خلال الفترة الماضية للمحافظة على الطبيعة وكوكب الأرض من مخاطر الانبعاثات الحرارية؛ مثل “مبادرة السعودية الخضراء”، و”مبادرة الشرق الأوسط الأخضر”، التي تندرج جميعها في إطار الدور الريادي الذي تنهض به السعودية في القضايا المشتركة مع غيرها من الدول وترتبط بالمجتمع الإنساني أجمع.