“…أَوِ ٱدۡفَعُوا۟”.. فهم خاطئ لخطاب المؤمنين للمنافقين هنا صحيحه
يمر القارئ المتدبر لكلام الرحمن بكلمات يختلف ظاهرها الدارج لغويًّا بين الناس عن معناها المقصود بها، وهو من سحر البيان وعجائب التبيان، وخلال شهر رمضان تُسلط “سبق” الضوء على هذه الكلمات التي قد تُفهم خطأً، وسيتم عرض بعض الآيات لتوضيح معناها؛ وكشف شيء من الإعجاز القرآني.
ففي الآية 167 من سورة آل عمران، يقول الله تبارك وتعالى: “وَلِیَعۡلَمَ ٱلَّذِینَ نَافَقُوا۟ۚ وَقِیلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡا۟ قَـٰتِلُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ أَوِ ٱدۡفَعُوا۟ۖ قَالُوا۟ لَوۡ نَعۡلَمُ قِتَالا لَّٱتَّبَعۡنَـٰكُمۡۗ”، يظن بعض الناس أن معنى “أو ادفعوا”، أي ادفعوا مالاً، فيظنون أن المعنى إن لم تقاتلوا في سبيل ﷲ فتصدقوا، والصواب أن معناها إن لم يكن قتالكم ذباً عن دين ﷲ وإرضاءً لله فليكن دفاعاً عن بلدكم ومحارمكم.
وهذا خطاب وجّهه المؤمنون للمنافقين، إذ قالوا لهم قاتلوا معنا قتالاً تبتغون به وجه ﷲ أو على الأقل حمية ودفاعاً عن بلدكم ومحارمكم، فقالوا لو نعرف القتال قاتلنا أو لو نعلم أنه سوف يقع قتال لقاتلنا والله أعلم بما يخفونه في صدورهم، والله تعالى أعلم.
يُشار إلى أن مصدر معاني الكلمات هو كتاب “أكثر من 300 كلمة قرآنية قد تُفهم خطأ”، الذي أعدّه الشيخ عبدالمجيد بن إبراهيم السنيد؛ وقدّمه القاضي الشيخ سليمان بن عبدالله الماجد؛ عضو مجلس الشورى.