“فلكية جدة”: ذروة “القيثاريات 2021” فجر الخميس
قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبوزاهرة؛ إن زخة شهب القيثاريات ستضيء سماء السعودية والوطن العربي بالتزامن مع ذروة نشاطها من منتصف ليل الأربعاء 21 إبريل وخلال الساعات قبل شروق شمس الخميس 22 إبريل، في ظاهرة مشاهدة بالعين المجردة.
وأضاف أبوزاهرة؛ تعد القيثاريات واحدة من أقدم زخات الشهب المعروفة التي رصدت منذ 2700 عام، ومصدرها الحطام الذي خلفه المذنب C / 1861 G1 تاتشر، وهي تنشط في الفترة من 16 إلى 28 أبريل وتقع نقطة إشعاعها (منطقة في السماء حيث تنطلق الشهب منها) بالقرب من ألمع نجم في كوكبة القيثارة وخامس ألمع نجم في سماء الليل – النَّسْر الوَاقِع.
وتابع، تشتهر القيثاريات بإنتاج شهب شديدة السطوع وسريعة وأحياناً كرات نارية، ويترك ألمع شهبها غباراً متوهجاً خلفها يمكن رؤيته لعدة ثوانٍ، وهي تنتج عند ذروتها عادة ما بين 10 إلى 20 شهاباً في الساعة، وهي تندفع بسرعة نحو 49 كيلو متراً بالثانية، ومع ذلك، من وقت لآخر يمكن أن تفاجئ القيثاريات مراقبي السماء بتساقط ما يقرب من 100 شهاب في الساعة، لكن لا يتوقع حدوث ذلك هذا العام.
وأكد أبوزاهرة أن نقطة إشعاع شهب القيثاريات ستظهر فوق الأفق الشمالي الشرقي عند نحو الساعة 9 مساءً، وتصل إلى أعلى نقطة في السماء في ساعات الفجر الأولى، وتبلغ ذروتها عندما تكون نقطة الإشعاع أعلى السماء، وبالتالي يمكن البدء بمشاهدة الشهب في المساء، ولكن لرؤية أكبر عدد من الشهب، فإن ذلك قبل الفجر، حيث تصل هذه الشهب دائماً إلى أقصى نشاطها خلال الساعات القليلة التي تسبق شروق الشمس.
ولفت إلى أن قمر رمضان سيكون في طور الأحدب المتزايد بالتزامن مع ذروة القيثاريات؛ ما سيتسبّب في طمس جميع الشهب ما عدا الشهب البراقة، وللحصول على نتائج أفضل، تتم المراقبة من منطقة بعيدة عن أضواء المدينة (وليس من البيت) والبحث عنها بالعين المجردة دون الحاجة إلى استخدام المناظير أو التلسكوب – فمجالات رؤية هذه الأجهزة ضيقة جداً بالنسبة للشهب.
وتشاهد شهب القيثاريات بشكل أفضل في النصف الشمالي للكرة الأرضية، حيث يكون نجم النسر الواقع مرتفعاً في السماء قبل الفجر، في حين ان القاطنين في النصف الجنوبي سيشاهدون عدداً أقل من الشهب بسبب الموقع المنخفض لنقطة إشعاع الشهب فوق الأفق.
جديرٌ بالذكر أنه لا توجد علاقة بين شهب القيثاريات ونجم النَّسْر الوَاقِع، فالقيثاريات جزيئات تحترق في الغلاف الجوي على ارتفاع نحو 100 كيلو متر، في حين أن نجم النَّسْر الوَاقِع يبعد عنا مسافة 25 سنة ضوئية.