الأخبار المحلية

“خلود عيسى” المقالب صنعت موهبتها وأفلام الرعب عززتها.. هنا قصتها

‬حياة الإنسان تُبْنى أو ترتبط بعادات أحياناً تكون هي الركيزة الأساسية في توجهاته؛ كتعلق الإنسان بنمط معين في أسلوب حياته على المستوى الدراسي أو علاقاته الاجتماعية، بل وحتى ارتباطه بأسرته في كثير من الأوقات، فيعرف بأساليبه وسلوكه، فتجده يحب الدعابة وخلق جو الفكاهة والمقالب، أو تجده حاد الطباع ناقماً في تصرفاته، وهناك من يعيش في المنطقة الرمادية بين هذا وذاك.

“سبق” في تقريرها اليوم ترصد موهبة فتاة سعودية “خلود عيسى” عشقت الحياة الاجتماعية وروابط الصداقة منذ أن كانت في المرحلة المتوسطة، بنت تلك العلاقات مع زميلاتها؛ لما تمتلكه من روح الدعابة وزرع الفكاهة في أوساط كل من عرفها، وربما كانت تلك العلاقة الجميلة هي البنية التحتية لتنشأ لديها هواية المكياج السينمائي ومتابعة تفاصيله التي كانت منها المقالب الطريفة، وأيضاً الجانب الجمالي المرتبط بالألوان وأدوات الزينة والمكياج التي تعلقت بها واكتشفت من خلالها موهبتها.

تقول “خلود عيسى” عن نفسها: كانت بدايتي في مجال المكياج السينمائي في الصف الثالث المتوسط، أحببت صنع المقالب وعشقت العبث بالألوان والأدوات والتصنع في عمل الجروح، وبحكم دراستي لم يكن هناك وقت لممارستها إلا وقت الفراغ، وفي المرحلة الثانوية اكتشفت موهبتي وشغفي بها، حيث كنت مهووسة بمتابعة أفلام الرعب، وذلك ليس بسبب رغبتي لمتابعة الفيلم إنما بسبب رغبتي في متابعة تلك المؤثرات ومحاولة تطبيق تقليدها، مثل الوجوه المرعبة كالزومبي ومصاصي الدماء وغيرها من تلك التأثيرات.. شعرت بجمال هذا العمل رغم أنني خريجة بكالوريوس قانون، وعملت في مجال المحاماة فترة، ولكن وجدت نفسي مجتهدة في مجال الفن، وتعلقت به كثيراً، فبدأت بتطوير نفسي وتعزيز موهبتي عن طريق المتابعة على “يوتيوب” والقنوات الأجنبية المختصة بهذا الفن الجميل فن المكياج السينمائي.

وتستطرد “خلود” حديثها: وحتماً لمعرفة وتطوير هذا الفن كان لا بد من التعمق لمعرفة أدواته وأدق تفاصيله، والتي كانت تختلف على حسب نوع الشخصية المجسدة في الدور أو المشهد التمثيلي، وعلى أساسها يتكون التصور للمؤثرات من المكياج سواء كان دموياً أو الفنتازيا، وغالباً يكون معظم المكياج مرتبطاً بخلق أجواء الرعب والدموية؛ لتبدأ مرحلة التنفيذ بالعجينة الخاصة بالجروح والدم الصناعي، وجميعها تعلمت طريقتها، وأصبحت أقوم بصنعها يدوياً في المنزل.

وأضافت: أحياناً لا يجد صاحب هذه الهواية من يساعده أو بالأصح يسمح له بالتطبيق عليه، خاصةً في مؤثرات الرعب والمكياج الدموي، ولذلك كان الضحية الأولى الذي استطعت إقناعه أن يسلم نفسه لي كأول تجاربي هو والدي الغالي حفظه الله، فقد كان أول الداعمين لي في شق الطريق نحو إشباع شغفي وتطوير موهبتي.

وتابعت: أكثر ما زادني إصراراً وعزيمةً على تطوير الموهبة هو أنني لاحظت أنها قليلة أو نادرة نوعاً ما في منطقتي جازان، ومن هنا قمنا بتأسيس فريق “منزل الرعب” بقيادة الفنانة لوله عريبي، وهو فريق مختص بالمكياج السينمائي، ويهدف إلى نشر ثقافة الفن السينمائي بعمل دورات وعقد ندوات متخصصة بهذا الفن.

وواصلت: ما أعتبره نقاط القوة بالنسبة لي هو حبي للعمل الذي أقوم به، وأنني اخترت تنمية هذه الموهبة والعمل عليها أكثر حتى أصل لمستوى أفضل، ومن ثم الاندماج مع تخصصي مستقبلاً بعد إعداد خطة وترتيبها دون شتات أو تقصير.

واستطردت: واجهت بعض المعارضات والمحيطات من المجتمع الذي حولي، ولكنني لم أرها صعبة بالنسبة لي، بل كانت تزيد من إصراري وإيماني بنفسي؛ لأكمل شغفي واستطعت بحمد الله تجاوز الكثير بعزيمتي وإرادتي ودعم عائلتي لي.

وختمت بقولها: شاركت في عدة أفلام وبرامج على مستوى المنطقة ولله الحمد مشاركاتي لاقت نجاحاً ورواجاً حصلت من خلالها على مساحة في إبراز نفسي وموهبتي وثقافة المكياج والمؤثرات السينمائية خاصةً على مستوى المنطقة، وأيضاً عن طريق السوشيال ميديا وبرامج التواصل الاجتماعي؛ كما أن تلك اللقاءات جمعتني بمواهب وأصحاب فنون مختلفة من جميع المحافظات، وتكوين تلك العلاقات استطعت تأسيس فريق للمواهب اسمه (الضوء والظل) مع صديقة الشغف “أشواق علي”؛ لنكمل من خلاله المسيرة لنشر أعمالنا وإيصال صوتنا عبر جميع المنصات الممكنة، والآن يتكون الفريق من عدة أنشطة ومواهب تصل لـ15 موهبة متنوعة.