باحثون: حكمة القيادة ورؤية المملكة جنبت بلادنا كارثة اقتصادية
نوه عدد من الباحثين ورجال الأعمال والاقتصاديين بما تحقق من منجزات خلال خمس سنوات لإطلاق رؤية المملكة 2030، والتي جاءت بمباركة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأعلن انطلاقتها سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، رؤية 2030؛ مؤكدين أن الرؤية جاءت لرسم خارطة الطريق لصياغة السعودية على أسس راسخة وثابتة تنقلها إلى موقع آخر تمامًا غير الموقع الذي كانت فيه لتكون قبلة للعالم في كافة المجالات.
جاء ذلك في تصريحات خاصة بـ”سبق” بمناسبة الذكرى الخامسة لإطلاق رؤية المملكة 2030، منوهين ببرامج الرؤية التي لامست الحاجة وواكبت التطور التقني واستثمرت الإنسان وهيأت المكان لتكون السعودية في المقدمة ولتجاوز كارثة اقتصادية كبيرة بسبب الاعتماد على النفط كمصدر للدخل.
ففي البداية أكد رجل الأعمال السعودي خالد بن عبدالرحمن بن سويدان أن إعلان الرؤية قبل خمس سنوات جاء وفق دراسات وأبحاث وخطط استراتيجية أشرف عليها سمو ولي العهد شخصيًّا، لتحسين وجه السعودية أمام العالم؛ لتكون دولة اقتصادية من الطراز الأول، ومنفتحة على العالم، وتواكب كل حديث ومتطور.
وأبان “بن سويدان” أن توجهات الرؤية أكدت رغبة السعودية في الاستغناء عن دخل النفط الذي ظلت خزانة الدولة تعتمد عليه منذ سبعينيات القرن الماضي، وكان بمثابة العمود الفقري لميزانية البلاد، مشيراً إلى أن الرؤية خالفت جميع التوقعات، وأكدت أنها صادقة فيما وعدت به، وأنها قادرة على تحقيق أهداف القيادة الرشيدة وتطلعات الشعب السعودي لإنقاذ اقتصاد السعودية من المصير المجهول الذي كان يتربص بها، خاصة بعد التراجع المخيف والمقلق في أسعار النفط، والانكماش الدولي في الاقتصادات العالمية.
من ناحيتها، نوهت عضو مجلس الشورى كوثر الأربش بالجهود التي يبذلها سمو ولي العهد الأمير الملهم محمد بن سلمان الذي يعمل بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين ــ يحفظهما الله ــ لتمكين المرأة السعودية وجعلها عنصرًا مؤثرًا بالمجتمع، مبينة أن المرأة السعودية خلال السنوات الماضية وعبر مستهدفات الرؤية نالت الكثير من الحقوق التي لم تحصل عليها من قبل ومثلت المملكة في المحافل الدولية وحظيت على المكانة التي تستحقها بفضل الله ثم ما توليه القيادة الرشيدة من أهتمام ورعاية بشؤونها.
ونوهت “الأربش” بما ركزت عليه رؤية المملكة 2030 في مستهدفاتها من تحسين جودة الحياة في المملكة من خلال دعم قطاع الترفيه واستقطاب وتنظيم عدد من المناسبات والفعاليات الرياضية العالمية التي حققت نجاحها في الفعاليات الترفيهية التي أطلقتها، مستعرضة ما ذكره مجلس الشؤون الاقتصادية يوم أمس من منجزات كبيرة منها إطلاق أكثر من 2000 فعالية رياضية وثقافية وتطوعيّة – بحضور ما يزيد على 46 مليون زائر حتى عام 2020م – أدت إلى تضاعف عدد الشركات العاملة في قطاع الترفيه لتبلغ أكثر من 1,000 شركة، مما أسهم في خلق ما يزيد على 101 ألف وظيفة حتى نهاية عام 2020م، سائلة الله تعالى أن يحفظ المملكة وقيادتها وأن يديم عزها ورخاءها واستقرارها .
بدوره أكد رئيس مجلس إدارة شركة الطائفين لخدمات حجاج الداخل الشيخ ستر بن عبدالعزيز الراكان أن الرؤية بلغت ذروتها في السنوات الماضية، عندما نجح الاقتصاد السعودي في تجاوز أزمة تراجع أسعار النفط، وأوجد مجالات اقتصادية أخرى قادرة على دعم الاقتصاد الوطني، ومن ذلك فتح العمرة والحج لاستقطاب 30 مليون حاج ومعتمر سنويًا من مختلف دول العالم ودعم المشاريع التي تساهم في توفير كافة الخدمات لضيوف الرحمن في مكة المكرمة والمدينة المنورة والتي لمسنا جميعاً آثارها الطيبة.
وأشار “الراكان” إلى أن المبادرات التي أطلقتها الرؤية كانت بمثابة حائط صد أمام انهيار الاقتصاد السعودي في أزمة “كورونا”، وما خلفته هذه الأزمة من كساد اقتصادي عالمي وإنغلاق تام خلال عام كامل، مبيناً أن القرارات التي اتخذتها المملكة خففت من وطأة الجائحة وساهمت في عدم انهيار الشركات الصغيرة بخلاف ما حصل في مختلف دول العالم.
من جانبه، أكد البروفيسور فارس بن قليل العنزي، أستاذ واستشاري المناعة الطبية بجامعة الأمير سطام بالخرج أن السعودية عبر رؤية 2030 التي يقودها سمو ولي العهد ــ وفقه الله ــ قامت بخطوات قوية وغير مسبوقة منذ بدء أزمة كورونا في العالم، ساهمت في قلة حالات الإصابة بين المواطنين والمقيمين، ومن ذلك منع السفر، واتخاذ قرارات صارمة بحق المخالفين للإجراءات والتعليمات الخاصة بتوقي كورونا، وتوفير اللقاحات والعلاج المجاني لكافة شرائح المجتمع.
وبين “العنزي” أن مرور خمس سنوات على إطلاق الرؤية يجسد في ذاكرة كل مواطن إصرار القيادة وحرصها على التطوير وبناء المستقبل المشرق للنهضة ومواكبة كل جديد وصنع المستحيل لتجاوز الأزمات وتحقق الكثير من الأهداف التي لمسنا جميعًا نتائجها في خمس سنوات.
وفي ذات السياق، أكدت الأكاديمية نوف بنت سعد النصار أننا نعيش هذه الأيام الذكرى الخامسة لإطلاق رؤية 2030، وهي رؤية مستقبلية تنموية واقتصادية وتعليمية تفتح الآفاق لنجاح هذا البلد المعطاء ونجاح أبنائه المخلصين.