حضور عسكري ووفاة مفاجأة.. أيام من حياة “تركي بن ناصر” الخاصة
قد يكون رمضان هذا العام بطعم مختلف على أبناء وبنات الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز، وأصدقائه، وأحبابه.. هذا الرجل العطوف المتواضع، بشهادة كل من حوله، سواء في مجال العمل، أو الحياة العامة والخاصة.. هذا الرجل الذي اعتاد أن يشارك أبناءه وبناته كل لحظاتهم السعيدة، ويقف معهم في كل الأوقات الحزينة والصعبة، وكان ملاذهم، ويشملهم برعايته وحبه الكبير.
مولده ونشأته
وُلد الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود يوم 14 إبريل 1948، الموافق الأول من رجب عام 1368هـ، وهو الابن السابع من أبناء الأمير ناصر بن عبدالعزيز، ووالدته هي الأميرة موضي بنت أحمد بن محمد السديري.
عُرف عن الأمير تركي أنه طيب المعشر، حسن الأخلاق، عطوف، رجل مواقف ومشارك في أعمال الخير.. وقد تقلد منصب رئيس مجلس الإدارة في الجمعية الخيرية السعودية لمرض التوحُّد.
دراسة ودورات
حصل على ماجستير في العلوم السياسية، وتلقى العديد من الدورات العسكرية، أبرزها: دورة أسلحة اعتراضية، دورة مدرس طيران، دورة للحساب والهندسة، دورة القيادة والأركان، دورة على طائرات التورنيدو الدفاعية (بريطانيا)، دورة كلية الحرب ودورة تأهيل على طائرات إف 15 (أمريكا)، إلى جانب دورة الحفاظ على الأمن الدولي في واشنطن بحضور شخصيات وزعماء عرب. كما شارك في 6 دورات للطيران في المملكة العربية السعودية، وتقلد العديد من المناصب. كما كان رجل أعمال ناجحًا، بل يعتبر أحد أبرز رجال الأعمال في السعودية.
الأسرة والأبناء
تزوج الأمير تركي بن ناصر من الأميرة نورة بنت سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، وله 7 من الأبناء والبنات، هم: الأمير فيصل، الأميرة عبير، الأميرة أريج، الأميرة لمياء، الأميرة ريم، الأميرة هيفاء والأمير عبدالله.
حياته العملية
بدأ الأمير تركي حياته العملية ضابط طيران برتبة ملازم أول في قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية عام 1966، ثم أصبح قائدًا بالنيابة في وحدة التدريب الانتقالي عام 1975، وبعد ذلك قاد وحدات مختلفة من الطيران، هي السرب الثالث عشر في قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية، وجناح الطيران الثالث، وتولى قيادة قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية، ثم أصبح ضابط مشروع اليمامة عام 1989م، ثم ترأس العديد من المشاريع والهيئات، هي: مشروع درع السلام، مشروع صقر السلام، رئيس هيئة عمليات الإعارة بالقوات الجوية الملكية السعودية ونائب قائد القوات الجوية الملكية السعودية خلال الفترة من 1996 إلى 2000م. بعدها تم ترقيته لفريق ركن ومستشار خاص لوزير الدفاع والطيران والمفتش العام خلال الفترة من 2000 إلى 2001م.
أمير البيئة
بعد مغادرته القوات الجوية تم تعيينه رئيسًا عامًّا للأرصاد وحماية البيئة بمرتبة وزير، واستمر في هذا المنصب أكثر من 12 عامًا خلال الفترة من 2001 إلى 2013م، وقدّم عملاً لافتًا في حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية في المملكة العربية السعودية. كما كان رئيسًا لجمعية البيئية السعودية، ورئيسًا لأعضاء مجلس أمناء مركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا، ورئيسًا للمكتب التنفيذي الإسلامي للبيئة.
حضور رياضي
لم يغب الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز عن المشهد الرياضي؛ إذ كان رئيسًا لأعضاء شرف النصر خلال الفترة من 2008 إلى 2016، ودعم خلالها النصر بصورة كبيرة، وحقق معه العديد من الإنجازات، كما كان رئيسًا فخريًّا لنادي القادسية السعودي، وشغل أيضًا منصب نائب الرئيس العام لرعاية الشباب بالتكليف أثناء فترة رئاسة الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود.
أوسمة وجوائز
حصل الأمير تركي بن ناصر على أكثر من 19 وسامًا رفيعًا ونوطًا وتكريمًا، أبرزها: وسام الملك عبدالعزيز (الدرجة الأولى)، وسام تحرير الكويت، وسام التميز العسكري الباكستاني، وسام الاستحقاق الأمريكي بدرجة قائد، وسام الاستحقاق الوطني بدرجة قائد من القوات الفرنسية، وسام الشرف الفرنسي (برتبة فارس)، ميدالية الصقر للطيران (درجة أولى) ونوط الخدمة (30 عامًا).
وفاته
تُوفي الأمير تركي بن ناصر -رحمه الله- يوم السبت 30 يناير 2021م، الموافق 17 جمادى الآخرة 1442 هـ، إثر عارض صحي لم يمهله طويلاً، وكان رحيله مفاجئًا للجميع، وصُلي عليه يوم الأحد الموافق 18 جمادى الآخرة 1442هـ، ودُفن في مدينة الرياض.