“الجبيل 2”.. موطن الصناعات التحويلية ومستقبل الاستثمارات في المملكة
في الوقت الذي تتجه فيه المملكة لتنويع مصادر دخلها من خلال الاستثمار في القطاع غير النفطي، فإنها تعمل أيضاً على تحقيق أقصى استفادة من الثروة النفطية التي تزخر بها وذلك من خلال الصناعات التحويلية التي تساهم في رفع الأرباح الناتجة عن بيع الخام إلى الضعف على أقل تقدير، وهذا ما أشار إليه سمو ولي العهد مؤخراً في حديثه عن إنجازات وتطلعات رؤية المملكة 2030.
كما أشار سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى أن المملكة ومن ضمن رؤيتها الطموحة تهدف إلى تحويل 3 ملايين برميل سنوياً إلى صناعات تحويلية متعددة تساهم في تعزيز المحتوى المحلي.
ولتحقيق هذا الهدف الاقتصادي عملت المملكة على تخصيص مناطق للتجمعات الصناعية تعنى بالصناعات التحويلية والكيماويات المتخصصة بحيث تتولى الجهات الحكومية دعم الصناعات وتسهيل الإجراءات فيما أنيطت للشركات الصناعية توفير مواد اللقيم.
وتعد منطقة “بلاسكيم” في الجبيل 2 أحد أهم هذه المناطق حيث خصصتها الهيئة الملكية للصناعات التحويلية والكيماويات المتخصصة لتكون نواة للتجمعات الإقليمية الكبرى للصناعات التحويلية وتكون موقع عالمي المستوى للمشتقات الكيماوية والبتروكيماوية والصناعات التحويلية. وذلك على مساحة 15 كيلومتراً مربعاً.
تم تطوير منطقة الصناعات التحويلية في الجبيل 2 بعد عمل دراسة متخصصة مع بيوت خبرة عالمية لبناء نموذج صناعي يخدم الصناعات الصغيرة والمتوسطة وبناء عدد من الخدمات المشتركة التي ستقلل من حجم الاستثمار الرأسمالي وأيضاً تحديد الفرص الاستثمارية والصناعات الرئيسية المستهدفة.
وكانت الهيئة الملكية قد عملت مع الجهات الحكومية (وزارة الطاقة، وزارة الصناعة والثروة المعدنية، وزارة الاستثمار، والصندوق الصناعي، شركة ارامكو، شركة سابك، وشركة صدارة، وبرنامج التجمعات الصناعية سابقاً المركز الوطني للتنمية حالياً) والقطاع الخاص على تقديم خدمات متكاملة لمنطقة البلاسكيم حيث تتولى الجهات الحكومية دعم الصناعات وتسهيل الإجراءات فيما أنيطت للشركات الصناعية مهمة توفير مواد اللقيم.
وتتميز منطقة البلاسكيم بوجود نموذج نوعي لتوفير الخدمات المشتركة (الغازات الصناعية، المخازن والمستودعات، والمباني الإدارية المشتركة، وشبكة بخار الماء، وشبكة إطفاء الحريق، وشبكة مياه التبريد، وشبكة الهواء الصناعي، ومحطة المعالجة المبدئية للمياه الصناعية، ومحطة المخلفات الصناعية، والأسوار والبوابات) تساهم في تقليل التكاليف ورفع الأداء وتيسير أعمال المستثمرين.
ويعتبر مجمع البلاسكيم منجزاً نوعياً وخطوة مهمة في سبيل دعم التنمية الصناعية بالمملكة بتكلفة إجمالية بلغت 842 مليون ريال سعودي للتجهيزات الأساسية وما يقارب 700 مليون ريال كخدمات مشتركة في طور التطوير تبلورت لتسهم في خلق بيئة استثمارية واعدة وفرص عمل للقوى البشرية الوطنية لتصبح المملكة محوراً للنمو والتطور ومساهم رئيسي للاستثمار في الصناعات التحويلية على مستوى العالم.