العلاقات السعودية الباكستانية.. كيف دعمت الرياض إسلام آباد في أزماتها الاقتصادية؟
كانت وما زالت المملكة تلعب دورًا كبيرًا في دعم باكستان على كل الأصعدة، وذلك من منطلق الرابطة الإسلامية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، كما يعود ذلك إلى الدور الكبير الذي تلعبه المملكة في دعم القضايا العربية والإسلامية.
وتنظر المملكة إلى باكستان كإحدى الدول المهمة والرائدة في العالم الإسلامي، وإحدى الدول التي تجمعها بالسعودية رؤى مشتركة حول الكثير من القضايا الإسلامية، وتشاركها مع الرياض هموم وحدة الصف الإسلامي، ومواجهة التحديات المشتركة.
لذا فقد كانت الرياض حريصة منذ أن دشنت علاقاتها طويلة الأمد بإسلام آباد على تعزيز تلك العلاقات وتقوية أواصرها، ومن بين المحاور البارزة التي عملت عليها المملكة تنمية باكستان، والعمل على ازدهارها كونها دولة إسلامية شقيقة تحمل هموم القضايا الإسلامية.
دعم غير محدود
وعملت المملكة على هذا المحور المهم من خلال تقديم الصندوق السعودي للتنمية العديد من المساعدات التنموية، منها تقديم 20 قرضًا تنمويًا للمساهمة في تمويل تنفيذ 17 مشروعًا تنمويًا في قطاعات الطاقة والسدود والمياه والصرف الصحي والنقل والبنية التحتية بقيمة 3.5 مليار ريال.
كذلك عبر تقديم عمليات تمويل وضمان صادرات بقيمة 17.6 مليونًا، وتمويل دعم استيراد باكستان مشتقات نفطية سعودية بقيمة 270 مليونًا، وتخصيص ثلاث منح بقيمة 1.250 مليارًا لتمويل مشروعات إعادة الإعمار وتأهيل المناطق المتضررة من الزلازل.
وفي إطار ذلك الدعم السعودي المتواصل للاقتصاد الباكستاني، دشنت زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإسلام أباد آفاقًا جديدة، وارتقت بالعلاقة لمستويات غير مسبوقة، وعكست حرص الرياض على دعم باكستان، فقد وقع على هامش زيارة ولي العهد اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع الجانب الباكستاني قدرت بنحو 20 مليار دولار، والتي جاءت كالقشة للغريق في الوقت الذي كانت تعاني فيه باكستان بشدة اقتصاديًا مع تراجع احتياطي الدولار والعملات الأجنبية.
وتضمنت الاتفاقيات ومذكرات تفاهم التي تم التوقيع عليها، اتفاقية تمويل لتوفير كميات من النفط الخام والمنتجات البترولية إلى باكستان بين الصندوق السعودي للتنمية والحكومة الباكستانية، ومذكرة تفاهم إطارية بين الصندوق السعودي للتنمية والحكومة الباكستانية لتمويل مشروعات توليد للطاقة الكهربائية في باكستان.
وشملت الاتفاقيات، مذكرة تفاهم بين الحكومتين السعودية والباكستانية، لدراسة فرص الاستثمار في قطاعي التكرير والبتروكيماويات في باكستان، إضافة إلى مذكرة تفاهم بين الحكومتين في مجال قطاع الثروة المعدنية في باكستان، وكذلك مذكرة تفاهم بين حكومتي البلدين في مجال تطوير مشروعات للطاقة المتجددة في باكستان.
أيادي “سلمان” البيضاء
كما لا يُخفى على أحد دعم الأيادي البيضاء لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في دعم المحتاجين والفقراء في البلد الإسلامي الكبير، وفي مواجهة الزلازل والكوارث الطبيعية في باكستان.
إلى جانب ذلك كان حاضرًا الدعم الإضافي المستمر لباكستان عن طريق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، فمع بداية شهر رمضان الجاري دشن المركز مشروع توزيع السلال الغذائية الرمضانية في باكستان لعام 1442هـ، وشمل ذلك توزيع 20,700 سلة غذائية تزن 850 طنًا، وتحتوي السلة الواحدة على المواد الغذائية الأساسية التي تكفي الأسرة طيلة أيام الشهر الفضيل، وبلغ عدد المستفيدين من المشروع 20.700 أسرة محتاجة بواقع 124,200 فرد، وشمل التوزيع 10 مناطق بإقليم بلوشستان الباكستاني وهي دوكي، شاغي، واشك، بنجكور، ونصير آباد، خاران، وخضدار، وصحبت بور، وسيبي، ولورلاي.
ومن بين المشروعات الإنسانية التي أطلقها المركز أيضًا في الشهور القليلة الأخيرة، مشروع توزيع 22,550 كسوة شتوية و45,100 لحاف لدعم المحتاجين في أنحاء مختلفة من باكستان، ويهدف المشروع لتقديم الدعم لـ135,000 فرد في مناطق وأقاليم متفرقة بباكستان، حيث تشتمل الحقيبة الواحدة على عدد من الملابس والبطانيات واللوازم الشتوية الأكثر استخدامًا؛ لمواجهة البرد القارس الذي يضرب أنحاء عديدة من باكستان.
كما أنجز المركز نحو 118 مشروعاً بقيمة إجمالية تتعدى 123 مليار دولار في باكستان، وتنوعت تلك المشاريع ما بين قطاعات الصحة، والتعليم، والأمن الغذائي، والإيواء، والمياه، والأعمال الخيرية، وغيرهم من القطاعات الحيوية.