الأخبار المحلية

مئات المشاريع والقروض والمنح .. ما حجم الدور التنموي السعودي في قارة إفريقيا؟

تشكّل علاقات السعودية بقارة إفريقيا جزءاً من علاقاتها في المجال الدولي، لكن لاعتبارات عامل الجوار وما يفرضه من معطيات وتحديات اقتصادية وأمنية وسياسية، فإن القارة السمراء تحظى بأهمية محورية بالنسبة للسياسية الخارجية السعودية، وقد بدأت علاقات السعودية بقارة إفريقيا منذ وقت مبكر، فبعد عامين فقط من إعلان تأسيس المملكة، افتتحت أول سفارة إفريقية في المملكة لدولة أثيوبيا عام 1934م في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود، واستمرت علاقات المملكة بدول إفريقيا في التنامي والتطور المبنيان على تعزيز المصالح المشتركة إلى الوقت الحالي.

وتَمَثل أحد مظاهر اهتمام المملكة بقارة إفريقيا، في إصدار الملك سلمان بن عبدالعزيز أمرا ملكياً في فبراير 2018م، بتعيين أحمد قطان وزير دولة لشؤون الدول الإفريقية بمرتبة وزير في وزارة الخارجية، وترتكز علاقات السعودية بإفريقيا على محاور عديد اقتصادية وأمنية وإنسانية وتنموية، نظراً للموقع والأهمية الاستراتيجية للقارة التي تطل على الممرات الملاحية التي تربط قارات العالم، وما تزخر به من ثروات وأراضي خصبة للزراعة وموارد مائية طبيعية، وتحظى المملكة بدور ريادي في دفع عجلة التنمية في القارة؛ وذلك حرصاً من الرياض على دعم استقرار دولها، ورفع مستوى معيشة شعوبها.

وأبرز ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حجم الدور التنموي الكبير للسعودية في إفريقيا، مبيناً خلال كلمته أمام “قمة مواجهة تحدي نقص تمويل إفريقيا”، التي عقدت افتراضياً أمس في باريس، أن “لدى صندوق الاستثمارات العامة في المملكة عدد من المشروعات والأنشطة في قطاعات الطاقة والتعدين والاتصالات والأغذية، وغيرها بإجمالي؛ 15 مليار ريال سعودي، أي ما يقارب 4 مليارات دولار أمريكي، كما يعتزم الصندوق استكمال الجهود في البحث عن فرص الاستثمار في القارة الإفريقية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في دول وقطاعات أخرى”.

ورغم ضخامة استثمارات الصندوق السياسي السعودي في إفريقيا، فإن الدور التنموي للمملكة في القارة لا يقتصر عليها، فقد أوضح ولي العهد أيضاً أن “الصندوق السعودي للتنمية يعمل بشكل فعال في إفريقيا منذ أربعة عقود، وقدم خلالها قروضاً ومنحاً عددها 580 لأكثر من 45 دولة إفريقية، بقيمة 13.5 مليار دولار، كما أعلن الصندوق عن مبادرة بـ 200 مليون يورو لتطوير دول الساحل بالمشاركة مع وكالة التنمية الفرنسية، ولدى المملكة مشروعات وقروض ومنح مستقبلية سينفذها الصندوق في الدول النامية بإفريقيا بقيمة تقارب مليار دولار خلال العام الحالي”، وتعكس هذه الأرقام مدى كبر الدور التنموي، الذي تضطلع به المملكة في إفريقيا لصالح تحقيق أهداف التنمية المستدامة فيها.