تسخير موجودات البيئة لتأمين احتياجات أطفال الأمس
سخر ابناء المملكة من الجنسين في الزمن القديم موجودات البيئة في الصناعات التقليدية اليدوية التي تؤمن حاجاتهم الأساسية في حياتهم البسيطة ، ومن هذه الصناعات ما يتعلق بالمواليد ومن أهمها ” المهاد ” والذي هو الغالب قطعة قماش قطنية يتم لفها على جسم المولود ، وتثبت عادة بخيط مصنوع من وبر الأبل بطريقة دائرية محكمة تمنع تحرك جسم المولود باستثناء رأسه ورقبته ، لمدة لاتتجاوز خمس ساعات متصلة ، والذي تراه الأمهات في ذلك الوقت يُحافظ على سلامة عظام المولود من الكسور أو الانزلاقات، ومن عبثه بيديه مما يؤدي إلى جرح وجهه، واعتقادهم بدوره في استقامة العمود الفقري ، وفي الشتاء يتم عمله من القماش بما يشبه الروب في عصرنا الحالي ويبطن بقطعة مشلح لزيادة التدفئة ، ومن تلك الاحتياجات ” المقعدة” والتي هي أشبه بالصندوق الخشبي مفتوح من الأعلى ومن الأمام ، ويوضع في وسط مقدمته قطعة من الخشب على شكل أسطواني ، يتم تعويد الطفل على الجلوس من خلالها ، كما كانت تنتشر ” الحجلة ” وهي اشبه بـ ” المشاية ” اليوم والتي تستخدم لتدريب الطفل على المشي ، وتصنع من الخشب وتتكون من ثلاث أرجل خشبية تنتهي كل واحدة منهما بعجلة خشبية صغيرة ، و تتقارب هذه الأرجل وتلتقي في الأعلى بماسك عرضي من الخشب يمسكه الطفل ويتكأ عليها في حالة استعداده للمشي ، ومن حاجات الطفل قديماً ” الكحفية ” وهي قبعة للرأس تُصنع من قماش الروز للصيف ، أو من الصوف للشتاء وتنتهي بقطعة قماش مسدولة في الخلف تغطي جزء من الرقبة والكتفين، وعلى جانبيها خيطين يتم ربط القبعة بواسطتهما حول منطقة الذقن منعاً لسقوطها ، وتزين قبعة الأناث ببعض القطع القماشية وما يسمى في ذلك الوقت بـ ” الفستة ” أو الكلفة أو زخارف قماشية جاهزة تُسمى عويريجان، ومن أهم احتياجات الاطفال في الزمن القديم والذي لازال يستخدم في بعض المناطق ” الميزب ” وهو ما يوضع فيه الطفل لحمله أو اثناء انشغال والدته ويصنع من جلد الحيوانات وخاصة الماعز، ويتم عمله بشكل اسطواني يتسع في المقدمة ويضيق في نهايته ، ويكون في ناصيته قطعة خشب مربعة الشكل ، يتم تزيينها ببعض الأشكال من البلاستيك أو الجلد ، وعلى جانبيه بالأعلى جريدتي نخيل مثبتة ومغلفة بالجلد توضع فيهما العروة التي يثبت فيها عقال من الصوف لحمل الميزب بهما على الكتف .