احد أعمدة العيساوية يترجل رحم الله عازم ضمران
منذ ان عرفت هذا الرجل قبل اكثر من خمسة وعشرون عاما وانا أرى فيه شخصية فريدة من عدة جوانب فهو رجل متدين هاديء متعلم مثقف مبتهج ومتفائل في غالب احواله عنده رباطة جاش وحكمة جعلت من كل تصرفاته موزونة ولهذا وكغيري ممن عاشروه احببته وقد كان من الشخصيات الاجتماعية في هذه المدينة بيته مفتوح وصدره أوسع كان رحمه الله وجهةً وقدوة . من عدة سنوات وهو يعاني من بعض الأمور الصحية ولكن لم يظهر التضجر لدرجة ان هذه الاعراض لاتبدوا واضحة عليه كان كريما في جماعته واحبابه يكرمهم ويستجيب لدعواتهم حتى اخر أيام حياته حدثني احد أصدقائه والذين عملوا معه في المنطقة الشرقية انه كان شديد العتب عليهم لعدم زيارته وقال لهم انتم وفرتوا علي التكاليف وحرمتوني من زيارتكم والحديث معكم كان لي شرف معرفته منذ ان قدمت الى مدينة العيساوية العزيزة على قلبي بحكم العمل وكنت اقابله بين فتره وأخرى واستأنس بحديثه لااتذكر ان رايته ثائرا ولا غاضيا وهذا لايعني انه لم يتعرض لما يضايقه لكنه كان يحتوي معظم المواقف التي تعترض طريقه ويعالجها بالطريقة المحببة للنفس متسامحا ومتساميا عن التفاهات فلا يلتفت لصغائر الأمور حافظ على وقاره فلم تهتز شخصيته لاي سبب من الأسباب عندما جئت لأعزي ابناءه أوقفت سيارتي اكثر من مئتي متر من شدة الزحام فوجدت المجلس ممتليء وقاموا بفتح مجلس اخر كان رحمه الله حاسبا لكل شي حسابه عادت بي الذكريات عندما كنا نزوره بمعية بعض المسئولين في المدينة اثناء المناسبات العامة ومناسبات خاصة كنت احرص على حضورها هذا هو المجلس لم يتغير انتابني شعور غريب عنوانه الشوق والحنين الى الماضي الذي لن يعود والى أيام اسعدتنا وشرفتنا بمعرفة قامات بمكانة أبو خالد منهم من رحل نسال الله لهم الرحمة والمغفرة ومنهم من هو موجود متعه الله بالصحة والعافية رأيت في هذه اللحظات عازم ضمران في أبنائه شكلاً ومضمونا قد يخونني التعبير وتتلاشى المفردات عندما اتحدث عن أبو خالد كانسان وقامة او أحاول ان اتعرض لسيرته لكن هي مشاعر أحببت ان اخرجها محبة وتقدير له ولاخواني أبنائه الأعزاء مع ان الايجاز لايوفيه حقه وما تختزل الذاكرة اكبر من ان تحتويه الأوراق له منا كل الدعوات رحمه الله رحمة واسعة واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وجعل البركة في ذريته انا لله وانا اليه راجعون
المخلص ضيف الله لويفي المهرمس
الاربعاء السابع من رمضان 1444هـ محافظة طبرجل