الأخبار المحلية

السعودية الجديدة.. سد ثغرات “النشوز بالأديان” على حساب فتح “أبواب التعايش”

لطالما دعت السعودية إلى ضرورة توفر تشريعات تحترم الأديان، وتجرّم الإساءة إلى الرموز الدينية، من أجل زرع السلام، ونبذ العنف، ومكافحة خطاب الكراهية المتأجج، إذ حرصت على تكثيف لغة احترام الأديان، والحوار بينها، للوصول لرؤية حضارية إنسانية.

وعلى وقع المعطيات التاريخية، فإن المملكة تشدد بضرورة التعايش السلمي، وخلق قنوات التواصل، والحوار بين أتباع الأديان، والمتأمل في صحائف تاريخ البلاد، سيجد أنها اتخذت خطوات لافتة في هذا الصدد، على غرار إنشاء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، أو حتى مركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الأديان، فضلاً عن مركز اعتدال لمكافحة الفكر المتطرف.

وخلال هذا العهد، فمنذ تبوَّأ الأمير محمد بن سلمان، ولاية العهد قطع وعداً لافتاً توشَّم في ذاكرة التاريخ السعودي الحديث بقوله “سندمرهم الآن وفوراً”؛ في إشارة منه لـ”المتطرفين”، الذين اختطفوا الدين الإسلامي، وشوهوا صوره، بفعل الآيديولجيات التي ترسبت في أذهانهم، لذا اجتث ولي العهد الفكر المتطرف ورموزه حتى تستطيع البلاد النهوض، وارتياد فجر التنوير.

وفي الوقت الذي عززت رؤية 2030 حضور التغييرات اللافتة سواء في منظومة التعليم، وحقول الثقافة، استطاع الأمير بفلسفته الحصيفة، العودة إلى الإسلام الوسطي المعتدل، ونبذ كل ما من شأنه إحداث فرقة أو كراهية، وتكثيف الرغبة في العودة إلى ما كانت عليه المملكة قبل عام 1979، أي الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم، وعلى جميع الأديان وعلى جميع التقاليد والشعوب.

ونتج عن تعزيز الانفتاح نحو الآخر، فتح الباب للحوار، إذ شهد العام الماضي ملتقى “القيم المشتركة بين أتباع الأديان”، الذي استضافته رابطة العالم الإسلامي، في مدينة الرياض، بحضور عددٍ من القيادات الدينية.

ولم يكن ذلك الملتقى من المتوقع حدوثه لولا رؤية المملكة 2030، وإيمان ولي العهد بضرورة تكثيف التعاون بين القيادات الدينية، من أجل إنتاج خطاب ديني عصري مشترك، إذ نتج عنه إيجاد منظومة دولية حديثة، تحت مظلة أممية، وتضمن الملتقى جُملة محاور رئيسة، مثل إيضاح حقائق الإسلام التي جاءت رحمةً للعالمين، بحضور عدد من القادة الدينيين المستقلين تماماً عن أي توجهات تخرج عن الإطار الديني، وبالتالي فإن هذه الخطوة تحسب للسعودية.