في سابقة تاريخية للمملكة..رائدا فضاء سعوديان إلى محطة الفضاء الدولية
سينطلق بإذن الله بعد منتصف الليل رائدا فضاء سعوديان إلى محطة الفضاء الدولية في سابقة تاريخية للمملكة وإبراز تطلعاتها لتصبح قوة فضائية عالمية ، وسيشارك رائدا الفضاء الطيار علي القرني والباحثة في الطب الحيوي ريانة برناوي ، حيث سيشكلون نصف الطاقم المكون من أربعة أعضاء في مهمة Axiom Space’s Ax-2. وسيكونان أول رواد فضاء سعوديين يزورون محطة الفضاء الدولية ، وستصبح برناوي أول امرأة عربية على متن المحطة وأول امرأة سعودية تصل إلى الفضاء.
وذكر عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك زاهي الخليوي أنه ستكون فترة إقامتهم 10 أيام ، لتغطي أبحاثهم مجالات متنوعة بما في ذلك التنبؤ بالسرطان والهندسة الحيوية في الفضاء وتأثيرات الجاذبية الصغرى على إنتاج الخلايا الجذعية وعلم وظائف الأعضاء البشرية.
وستكون إحدى التجارب التي سيجريها السعوديون على متن المحطة تستخدم غرفة تفاعل لمحاكاة تقنيات استمطار السحب المستخدمة في المناخات الصحراوية القاحلة مثل المملكة العربية السعودية لزيادة هطول الأمطار من خلال فحص تعديل الطقس في ظروف الجاذبية المنخفضة ، ويهدف البحث إلى تطوير التكنولوجيا لتوليد أمطار اصطناعية على الكواكب الأخرى.
كما عاد الفلكي الخليوي بالذكرى للوراء عن تفاصيل رحلة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أول رائد فضاء عربي إلى الفضاء قبل قرابة 37 عامًا مضت ، حيث يقول :
في الساعة 33 : 7 صباحًا بتوقيت فلوريدا، المصادف الساعة 33 : 2 بتوقيت السعودية، يوم الاثنين 29 رمضان 1405 هـ، الموافق 17 يونيو 1985م، انطلق المكوك (ديسكفري STS-51G ) من (مركز كينيدي للفضاء Kennedy Space Center ) بفلوريدا، وعلى متنه طاقم من 7 رواد فضاء من ثلاث جنسيات: سعودية وأمريكية وفرنسية، أحدهم أول رائد فضاء عربي مسلم، هو الأمير الشاب سلطان بن سلمان.
وقد حمل ديسكفري STS-51G في هذه الرحلة 3 أقمار صناعية للاتصالات، هي عربي «عرب سات»، مكسيكي «موريلوس» وأمريكي «تلستار»، إضافة إلى قمر صناعي أمريكي صغير للأبحاث والكشف عن «الثقوب السوداء» «سبارتان 1»، و3 أجهزة «بام-دي» (PAM-D) لدفع الأقمار الصناعية الثلاثة إلى المدارات العالية، وأجهزة وعلب ومعدات خاصة بتجارب علمية.
وقد استغرقت هذه الرحلة في الفضاء «7» أيام وساعة واحدة و«38» دقيقة و«52» ثانية، دار فيها المكوك حول الأرض «112» دورة بارتفاع 387 ألف كيلومتر عن سطح الأرض، وكانت تشرق الشمس 16 مرة خلال 24 ساعة؛ ولذلك استفتى الأمير سلطان بن سلمان مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- في وضع أوقات الصلوات والسجود مع انعدام الجاذبية والصيام ورؤية الهلال، وصام آخر أيام رمضان في الفضاء بعد تناوله السحور في مركز كيندي، وأدى صلاة الفجر على منصة إطلاق المكوك، وقضى كامل أيام عيد الفطر المبارك في الفضاء محتفلاً بهذا الإنجاز الذي يعود نفعه للأمة العربية والإسلامية.
وقد أجرى الملك فهد – رحمه الله – مكالمة فيديو مع الأمير الشاب وهو في الفضاء؛ ليطمئن عليه، ويشكره لتمثيله الوطن العربي خير تمثيل. وقد نقلت القناة الرسمية السعودية هذه المكالمة.
وبعد إتمام الأيام السبعة، وتنفيذ مهمات وتجارب رواد الفضاء السبعة، هبط المكوك في الـ9:11 صباحًا بتوقيت كاليفورنيا والـ16:11 بتوقيت المملكة العربية السعودية من يوم الاثنين 6 شوال 1405 هـ، الموافق 24 يونيو 1985م في قاعدة إدواردز الجوية (Edwards Air Base) بكاليفورنيا.