اخي ابو فهد رحلت ولكن ليس عن قلوبنا
الحمدلله مقدر الاقدار نحمده على كل حال ونشكره علي كل شي ان كان اخذ فقد اعطى وان كان ابتلى فقد عافا كل شي عنده بأجل ومقدار له الفضل والمنة والانقياد التام بلا جزع او سخط عصر يوم الجمعة العشرون من شهر ذو القعدة هذا العام ١٤٤٤ استيقظت على خبر حزين لن اقول انه صعقني تأدبا مع العزيز الحكيم ولكنه بلغ مبلغا كبيرا من التأثير على نفسيتي عندما وردتني رسالة خاصة مفادها رحيل اعز واصدق رفيق عرفته في حياتي ليس امامي سوى الدعاء له بالرحمة والمغفرة والتسليم رجل عرفته منذ اكثر من اربعين عاما اكثر من نصفها كانت زمالة وصداقة تغلغل في نفسي حبا وتقديرا واعجابا كان فريدا في صفاته متميزا في اخلاقه ليس من السهل ان تجتمع صفاته كلها في شخص اخر تقربت منه اكثر عندما كنا زملاء في العمل هو اكبر مني سنا وقدرا ولكنه يعاملني كأنني انا الكبير تحدث بعض الشطحات مني بحكم مسئوليتي في العمل ولكنه لايلقي لها بال ذكرته بهذه الشطحات بعد تقاعدنا وانكرها جميعا ولم يذكر بي الا كل جميل وهذا يدل انه يحتفظ بالحسن فقط عندما اتحدث عن ابو فهد فانني لا انحت من صخر لكنني اغرف من بحر فالافق امامي واسع والميدان فسيح ولكنني لن اتحدث بكل ما اعرف ليس بخلا ولا اجحافا في حقه لكن مجال الكتابة المتاح لايساعدني على ذلك كان رحمه الله كريما في بيته وفي ماله وفي اخلاقه ومعاملاته اكتسب حبا من كل الذين عرفوه لين الجانب سمح بشوش لا يفرق بين الناس فالكل عنده سواسية نتيجة تدينه وخوفه من الله والسجية التي جبله الله عليها عاش سنوات من المرض العضال فكان الصابر المحتسب المؤمن كل هذه السنوات لم يجزع ولم يسخط ولم يشغله ذلك عن اداء الواجب لن انسى ماحييت عندما جاءني وهو منهك في عزاء والدي رحمهما الله قدرت له ذلك وذكرته بانه يمكن الاكتفاء بالاتصال وكان رده ان ذلك لايكفي لمثلنا فهو يعرف الوالد معرفة تامةلقد اوردت غيضا من فيض من شخصية هذا الرجل التي اعرفها وما لا اعرف اكثر فالانسان له خبايا بينه وبين ربه لايعرفها حتى اقرب الناس اليه وخصوصا اذا كان من اهل التقى والصلاح كما نحسبه والله حسيبنا وحسيبه عندما كنت في المقبرة جاءني اكثر المعزين يعزونني لانهم يعرفون علاقتي به الحمدلله انه خلف رجال سوف يمضون على دربه ويسلكون منهاجه نعرف عنهم كل خير عايشوا مرضه وآلامه وكانوا بارين به مرافقين لرحلة علاجه خارج الوطن وداخله سوف اختم هذا المقال وانا غير راض عنه لان للكتابة حدود ويكفي من القلادة ما احط بالعنق رحم الله اخي ورفيقي وصديقي رجا الاسمر العاقلة واسكنه الفردوس الاعلى من الجنة لله ما أعطى وله ما أخذ وكل شي عنده بمقدار إنا لله وإنا إليه راجعون
كتبه؛ ضيف الله لويفي المهرمس