في موقف بطولي.. “ريما” تدفع حياتها ثمنًا لإنقاذ أشقائها بـ”حسوة عسير”.. هنا التفاصيل
نجحت فتاة في رجال ألمع في إنقاذ أشقائها لتلقى مصرعها بعد أن هوت بها المركبة التي كانت تقل أفراد أسرتها من أعلى جبال حسوة برجال ألمع، لتستقرّ في منحدر أسفل الجبل صورة من التضحية بذلتها الفتاة “ريما”؛ ليعيش من حولها وتصعد روحها إلى بارئها.
وفي التفاصيل: تعرضت أسرة عسيرية قدمت من الرياض لتقضي إجازتها في المنطقة الجنوبية، وتحديدًا بجبال حسوة برجال ألمع، وفور وصول الأسرة إلى قمة تلك الجبال الشاهقة توقف الأب، وترجل من السيارة ومعه أحد أبنائه بعد أن أحكم إيقافها، إلا أنه سرعان ما أخذت المركبة في الرجوع والاتجاه نحو المنخفض لتقوم الأخت الشهمة والمحبة لأشقائها “ريما بنت مناع راشد”، التي تبلغ من العمر 21 عامًا؛ بالقذف بأشقائها الثلاثة، الذين كانوا معها داخل المركبة، واحدًا تلو الآخر لينجو شقيقتان لها، ويصاب أخ لها يبلغ من العمر 11 عامًا يرقد في العناية المركزة، فيما تلقى هي مصرعها في الحال.
وعلى الرغم من أنها كانت على الباب وبإمكانها الخروج، إلا أنها جعلت كل همها نجاة أشقائها لتسقط السيارة من أعلى الجبل وبداخلها جسد “ريما” وأخيها الصغير الذي كانت تصارع لإخراجه، إلا أن القدر كان أسرع بعد أن سقطت المركبة من رأس الجبل لتستقر في هوة عميقة يصعب الوصول إليها، لتصعد روحها إلى خالقها مخلفة وراءها قصة باتت حديث المجالس في الفخر والاعتزاز والإعجاب بصنيعها.
“ريما” خريجة هذا العام كانت تتدرب بمطار الملك خالد بالرياض تمهيدًا لمباشرة مهام عملها بذات المطار، وقد دفعت ظروف الأب والأسرة بهم لاستئجار سيارة لقضاء إجازتهم والتمتع بأجواء المنطقة، إلا أن أقدار الله نافذة لا محالة.
وعن تلك الفتاة الإنسانة الشهمة قال خالها “رياض الجرعي”: “شرف أن تكون خالًا لريما.. “شاء القدر أن تحمل حقيبة السفر الأخيرة، سائحة مع أهلها منتقلة من الرياض إلى جبال الجنوب الباردة، حملت حقيبة أحلامها وآمالها وغاياتها في الحياة معها كأي شابة أخرى لم تتجاوز الواحد والعشرين ربيعا، سافرت تريد السعادة والبهجة والنزهة بعد عام دراسي مرهق، لكن قدر الله كان له موقف آخر.
“سبق” بدورها تتقدم بأحرّ التعازي لأسرة الشابة “ريما”، داعية الله سبحانه وتعالى أن يتغمّد الفقيدة بواسع رحمته، ويسكنها فسيح جناته، ويلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.