الأخبار السياسية والدولية

“مسيرة القواسم”.. محاولة جديدة لجماعات الهيكل للهيمنة على “الأقصى” وهبّة فلسطينية متوقعة

فيما تستمر جرائم الاحتلال والإبادة الجماعية للفلسطينيين في قطاع غزة، تحاول جماعات صهيونية متطرفة الاستفراد بالمسجد الأقصى في القدس المحتلة، وطرح سيناريوهات السيطرة عليه وهدمه.

وتحت مسمى “مسيرة القواسم”، منحت سلطات الاحتلال ترخيصاً رسمياً لتظاهرة للمتطرفين الصهاينة في القدس المحتلة يوم غد السابع من ديسمبر، تطالب فيها بالسيطرة الكاملة على المسجد الأقصى والقدس، وإزالة الأوقاف الإسلامية من حرم المسجد الأقصى.

ووفق المركز الفلسطيني للإعلام، أعلنت جماعة الهيكل أنَّها بصدد القيام باقتحام هو الأكبر من نوعه منذ زمن للمسجد الأقصى المبارك غداً الخميس، في الذكرى الشهرية الثانية لمعركة طوفان الأقصى، هادفاً إلى تدنيس المسجد وإقامة الترانيم اليهودية هناك احتفالاً بذكرى عيد النور اليهودي، ضارباً بعرض الحائط لكل ردات الفعل العربي والإسلامي.

وقالت حماس في بيان لها: إن مَنح حكومة الاحتلال الفاشي ترخيصاً رسمياً لتظاهرة للمتطرفين الصهاينة في القدس المحتلة يوم السابع من ديسمبر؛ هو محاولة خطيرة لفرض السيطرة الصهيونية على المسجد الأقصى المبارك، لن يسمح بها شعبنا مهما كلّف ذلك من ثمن.

ودعت حماس الفلسطينيين في الضفة والقدس والداخل المحتل، إلى النفير العام والرباط في المسجد الأقصى المبارك، والوقوف في وجه هذه المخططات الإجرامية.

وطالبت الأمتين العربية والإسلامية، والأشقاء في المملكة الأردنية، ومن منطلق الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس، إلى التحرّك الفوري والعاجل، وتحمّل مسؤولياتهم التاريخية تجاه ما يحدث في المسجد الأقصى المبارك، مسرى الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقبلة المسلمين الأولى.

مَن هم جماعة الهيكل؟
هم كتلة متطرفة داخل اليمين الإسرائيلي تعد أنَّ إقامة الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى جوهر الوجود الصهيوني على أرض فلسطين.

واستفادت المجموعة المتطرفة من القرار القضائي الصادر عن المحاكم الصهيونية في عام 2003 بتشريع اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى بشكل فردي أو جماعي. وبالفعل شرعوا في تأدية صلوات تلمودية علنية داخل المسجد الأقصى.

وتضم الجماعة في عضويتها أتباع التيار القومي الديني الذي يرى مزج الطبيعتين القومية والدينية لليهودية، وتدرج التمثيل السياسي لهم داخل الكنيست الإسرائيلي منذ عام 1984 وحصلوا حينها على مقعدين في الكنيست وتصاعد وجودهم مع مرور الزمن في الكنيست حتى وصل في آخر انتخابات إسرائيلية في شهر مارس عام 2020 صعدوا إلى 18 نائباً.

وجودهم بنسبة 15% في الكنيست الإسرائيلي منحهم الدافعية القوية لتكرار الاقتحام للمسجد الأقصى المبارك منذ عام 2015 حتى يومنا هذا. وتقيم هذه الجماعة تحالفاً وثيقاً مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الحالي (بنيامين نتنياهو) فهم يمنحونه الثقة دون شروط، وهو يمدهم بالقدرة القانونية على فعل ما يريدون.

ردود فعل فلسطينية
لم يقف الفلسطينيون دون حراك أمام اقتحام جماعات الهيكل للمسجد الأقصى المبارك، ففي عام 2015 أطلق الفلسطينيون انتفاضة السكاكين؛ رداً على الاقتحامات المتكررة، وواجه الاحتلال عمليات كثيرة فردية استهدفتهم بالطعن المباشر.

وفي 14 يوليو عام 2017، انتفض المقدسيون ضد قرار سلطات الاحتلال بنصب بوابات إلكترونية على أبواب المسجد الأقصى المبارك لفرض السيطرة عليه والسماح لجمعيات الهيكل بالصلاة في دخله، رفض المقدسيون هذا القرار، علاوة على الانصياع له فيما عُرف بعد ذلك (بهبّة البوابات الإلكترونية) وأمام صمود المقدسيين وإصراراهم؛ تراجعت السلطات الإسرائيلية واضطرت إلى الانصياع وأزالت البوابات الإلكترونية يوم 24 يوليو عام 2017.

وفي سياق متصل أغلقت قوات الاحتلال باب الرحمة في عام 2003 لبناء كنيس يهودي في المكان، والتهيئة لتقسيم المسجد الأقصى مكانياً، وبقي المسجد مغلقاً حتى جاء عام 2019 ووضعت قوات الاحتلال القيود على هذا الباب، فانتبه الفلسطينيون إلى أسر هذا المسجد فهبّوا لتحريره واسترداده، وفي 22 فبراير 2019 تمكّن الفلسطينيون من استرداد منطقة مصلى باب الرحمة، بعد 16 عامًا من الإغلاق.

التهديد الجديد
بعد دعوة جماعة الهيكل لأوسع اقتحام للمسجد الأقصى المبارك في السابع من ديسمبر، أعلن نشطاء وحركات شبابية فلسطينية عن جاهزيتهم لتنظيم نفير عام وشد الرحال للمسجد الأقصى المبارك وإعماره مطالبةً بتصعيد الاشتباك والمواجهة، والتواجد في أقرب نقطة إلى المسجد الأقصى.

ومن المتوقع أن يشهد يوم غدٍ الخميس هبّة فلسطينية جديدة تسجّل في تاريخ النضال الفلسطيني مواجهةً قوات الاحتلال وزعماء المستوطنين في قبلة العرب والمسلمين الأولى، ولن يشغل أحد شاغل عن نصرة مسجده، أو الدفاع عن أقدس بقعة في فلسطين، ولا سيما أن الاحتلال ينوي تدنيسها.