بـ”طفاية حريق” في البرلمان.. شاهد كيف أثار نائب بولندي غضب “إسرائيل” وتنديد أمريكا
أقدَمَ نائب بولندي من اليمين، على إخماد شموع شمعدان جرت إنارته بمناسبة عيد حانوكا اليهودي في مجلس النواب؛ مما أدى إلى تعطيل الإجراءات قبل التصويت على الثقة في الحكومة الجديدة؛ بحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية.
“بولندا يحكمها أشخاص يخدمون دولًا أخرى”
وظهر غرزيغورز براون، على شاشة التلفزيون وهو يُخمد الشموع بطفاية حريق؛ مما جعل البرلمان يقرر أخذ استراحة للتعامل مع الحادث وإيقاف النائب اليميني عن العمل لبقية اليوم.
وعبر منصة التواصل الاجتماعي “إكس”، عبّر “بروان” عن استيائه من وجود رموز يهودية في مبنى البرلمان البولندي؛ معلقًا بأن “بولندا يحكمها أشخاص يخدمون دولًا أخرى”.
حاخام يهودي اعتاد إضاءة الشمعدان في البرلمان
وكان دونالد توسك، الذي فازت حكومته الجديدة في تصويت بالثقة، الثلاثاء، قد ألقى في وقت سابق خطابًا أمام مجلس النواب، يوضّح فيه خططه لتولي منصبه، ووصف الحادث بأنه “وصمة عار”.
وتابع: “هذا غير مقبول.. لا يمكن أن يحدث ذلك مرة أخرى”.
وقال الحاخام شولوم بير ستامبلر، الذي اعتاد على إضاءة الشمعدان في البرلمان على مدى السنوات الـ17 الماضية: إن براون “مُعادٍ للسامية وأراد جذب الانتباه”، لكنه أشار إلى أن هذه “الحيلة” كان لها في الواقع تأثير معاكس.
وتابع في تصريحات للصحيفة البريطانية: “لقد تلقيتُ الكثير من المكالمات الهاتفية والرسائل من نواب بولنديين، وأشخاص يعيشون في البلاد.. والجميع أعرَبوا عن تضامنهم وأسفهم” لما فعله بروان.
وأوضح بير ستامبلر أنه كان في غرفة مجاورة عندما نفّذ براون اعتداءه؛ لافتًا إلى أن أطفاله كانوا لا يزالون قرب الشمعدان، وبالتالي دخلت بعض رغوة الطفاية إلى جوفهم.
وأردف: “لقد أراد تدمير أجواء التسامح والحرية الدينية المبهجة للغاية.. نحن نقوم بإضاءة الشمعدان منذ 17 عامًا، وفي كل مرة كان الأمر يحدث بسلاسة وسهولة، وكان النواب من مختلف الأحزاب يحترمون ويقدرون هذه المناسبة”.
غضب إسرائيلي وتنديد أمريكي
وعندما سئل بعد الحادث مباشرة عما إذا كان يشعر بالخجل، نفى ذلك قبل أن يصافح نوابًا آخرين من اليمين المتطرف ويغادر قاعة البرلمان.
وندد رئيس البرلمان، سيمون هولونيا، بتصرفات براون، وقال للصحفيين: “طالما أنني في منصبي؛ لن يكون هناك تسامح مع العنصرية وكراهية الأجانب ومعاداة السامية”.
ونشر سفير إسرائيل لدى بولندا، ياكوف ليفني، على منصة “إكس” تدوينة جاء فيها: “ما حدث عار.. عضو البرلمان البولندي أقدَمَ على فعلته بعد دقائق قليلة من احتفالنا بعيد الحانوكا هناك”.
كما “أدان” سفير الولايات المتحدة لدى بولندا، مارك بريجنسكي، الهجوم، وقال على ذات المنصة الاجتماعية: “لقد شهدت بولندا فظائع المحرقة، وهذا العمل المثير للاشمئزاز من الكراهية يذكّرنا جميعًا لماذا يجب علينا أن نبقى يقظين ونحارب معاداة السامية في كل دقيقة من كل يوم”.
وقال الكاردينال غريزيغورز ريس، من الكنيسة الكاثوليكية في بولندا في بيان، إنه “يشعر بالخجل” من تصرفات براون. وكتب: “أعتذر للجالية اليهودية بأكملها في بولندا”.
وبراون، هو برلماني مؤيد لروسيا في الحزب الكونفدرالي اليميني، وادعى في الماضي أن هناك “مؤامرة لتحويل بولندا إلى دولة يهودية”.
اتهام بمعاداة السامية
وفي وقت سابق من هذا العام، قام ذلك البرلماني بتعطيل محاضرة كان من المقرر أن يلقيها الباحث المتخصص في شؤون الهولوكوست، يان غرابوفسكي؛ مما أدى إلى إلغاء المحاضرة.
وقال بير ستامبلر إن براون “مُعادٍ للسامية، لكنه أيضًا مُناهِض لبولندا، لأنه عطّل يومًا سياسيًّا مهمًّا، مع أداء الحكومة الجديدة اليمين الدستورية”.
وختم بالقول: “كان من المهم جدًّا بالنسبة لي إعادة إشعال الشموع بعدما حدث، وهو ما فعلته”.