بعد 4 أيام من احتجازها.. القضاء الفرنسي يحسم مصير “الطائرة البيضاء” القادمة من دبي
تأمل السلطات الفرنسية الحصول على تصاريح -بحلول صباح الاثنين على أبعد تقدير- لإعادة تسيير طائرة الركاب الهنود المحتجزين، منذ مساء الخميس، في مطار فاتري بشرق فرنسا، بعدما أوقفتها للاشتباه بعمليات اتجار بالبشر.
وحسب وكالة “فرانس برس”، قالت النيابة العامة في باريس: إن القضاء سمح للطائرة بالإقلاع من المطار.
وذكرت السلطات المحلية أن هذا القرار “يسمح لنا بالنظر في إعادة توجيه الركاب الموجودين في منطقة الانتظار” في المطار، دون تحديد وجهة.
وأضافت أنه “وبناء على ذلك، تسعى السلطات المختصة بالمديرية العامة للطيران المدني، للحصول على التراخيص اللازمة لإعادة إقلاع الطائرة” التي وصلت إلى فرنسا وعلى متنها 303 ركاب.
وأشارت إلى أنه “من المقرر أن يتم ذلك صباح الاثنين”.
ستقلع “باتجاه الهند” وليس نيكاراغوا
وأعلن نقيب المحامين في شالون أون شامباني، فرانسوا بروكورور، خلال مؤتمر صحفي، أن الطائرة وعلى متنها الركاب ستقلع “باتجاه الهند”؛ مشيرًا إلى أنه حصل على هذه المعلومات من محامي الدولة.
ومن المرجح أن يتم ترحيل هؤلاء الهنود -الذين لا يزال اثنان منهم رهن الاحتجاز لدى الشرطة- سريعًا؛ إذ ألغى القضاء يوم الأحد إجراءات احتجاز ثلاثة منهم، والذي استمر لمدة ثلاثة أيام في قاعة المطار. وبعد ذلك تنازلت الجمارك عن الإجراءات المتعلقة بالركاب الآخرين.
“غير متناسب”
ويعود هذا الإلغاء الذي قررته قاضية الحريات والاحتجاز، بشكل خاص إلى مدة الانتظار البالغة 11 ساعة بين توقيف الطائرة مع ركابها، والتماس قاضٍ للنظر في مصير الركاب؛ وهو ما يشكل “انتهاكًا غير متناسب لحقوق الإنسان”، بحسب القرار الذي اطلعت عليه وكالة “فرانس برس”.
وهذه العملية واسعة النطاق عشية عيد الميلاد شملت محامين وموظفين في القضاء ومترجمين، وجرت في مبنى مجاور، للنظر في إمكانية بقاء هؤلاء الركاب في منطقة الانتظار.
“بلاغ من مجهول”
والهنود الموجودون في مطار فاتري الصغير قرب ريمس (150 كلم شرق باريس)، محتجزون منذ مساء الخميس بعد هبوط طائرتهم من طراز “إيرباص إيه- 340” التابعة للشركة الرومانية “ليجند إيرلاينز” للتزود بالوقود خلال رحلة من دبي إلى ماناغوا عاصمة نيكاراغوا.
لكن الهبوط التقني تَحول إلى توقف طويل الأمد، بعد “بلاغ من مجهول” يفيد بأن الركاب قد “يصبحون ضحايا لاتجار بالبشر”، وفق نيابة باريس.
عمال هنود في الإمارات خططوا لدخول أمريكا
وذكر مصدر قريب من الملف، أن هؤلاء الهنود هم على الأرجح عمال في الإمارات خططوا ربما للتوجه إلى أمريكا الوسطى لمحاولة دخول الولايات المتحدة وكندا بطريقة غير قانونية.
وبين هؤلاء 11 قاصرًا لا يرافقهم بالغون؛ بحسب مكتب المدعي العام في باريس.
“ظروف معيشية”
ويهدف التحقيق الذي أجرته الهيئة الوطنية لمكافحة الجريمة المنظمة، إلى “التحقق من وجود عناصر تدعم” الشكوك المتعلقة بالاتجار بالبشر، بحسب النيابة العامة.
وقال مكتب المدعي العام في باريس لـ”فرانس برس”: إن توقيف شخصين، بدأ الجمعة “وتم تمديده مساء السبت لمدة أقصاها 48 ساعة”؛ من أجل التحقق مما إذا كان “دورهما مختلفًا عن دور الآخرين”.
وذكر مصدر قريب من القضية، أن عشرة طلبات لجوء قُدمت بعد ظهر السبت.
ووفرت السلطات أسرّة فردية ومراحيض وحمامات، بالإضافة إلى منطقة “للعائلات” لضمان الخصوصية.
لكن نقيب المحامين أعرب عن قلقه بشأن “الظروف المعيشية الصعبة والسيئة” في هذه المنطقة التي أقيمت بموجب قرار أصدرته قيادة الشرطة، مساء الخميس.
ووفق موقع “فلايت رادار” لتتبع الرحلات الجوية؛ فإن “ليجند إيرلاينز” شركة صغيرة يتألف أسطولها من أربع طائرات.
واستقبل مطار فاتري 62 ألف مسافر في عام 2022 عبر شركات منخفضة التكلفة بشكل رئيسي؛ وفقًا لاتحاد المطارات الفرنسية.