الأخبار المحلية

تحوّل الزفاف إلى مأتم لـ 16 ضحية من عائلة واحدة.. تقرير: 300 حالة وفاة بسبب الصواعق في بنغلاديش كل عام

رصد تقرير للأمم المتحدة القصة المأساوية لعريس في بنغلاديش، تحوّل حفل زفافه إلى مأتم، بعد أن أودت الصواعق بحياة أكثر من 16 شخصاً من أفراد أسرته، ليؤكد التقرير أن الأحوال الجوية القاسية والعواصف الشديدة، تتسبب في نحو 300 حالة وفاة بسبب الصواعق في بنغلاديش كل عام.

وحسب هيئة الإذاعة البريطانية، يعد هذا المعدل من الوفيات كبيراً مقارنة بأقل من 20 حالة سنوياً في الولايات المتحدة، التي يبلغ عدد سكانها ضعف عدد سكان بنغلاديش.

الصواعق تحصد الأرواح
وحسب التقرير، تعد الصواعق مسبباً كبيراً للقتل، حيث تحصد أرواحًا أكثر من الفيضانات سنويًا، كما أن عدد الوفيات المبلغ عنها ارتفع بشكل حاد بعد أن كان يبلغ بضع عشرات في التسعينيات من القرن الماضي.

وتشير وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، والأمم المتحدة وحكومة بنغلاديش، إلى زيادة العواصف الرعدية نتيجة تغير المناخ، كسببٍ لزيادة الضربات القاتلة.

تغيُّر المناخ هو السبب
وفي هذا الصدد، قال المدير العام لقسم إدارة الكوارث في بنغلاديش، محمد ميجانور الرحمن: “إن الاحتباس الحراري والتغيرات البيئية وأنماط المعيشة، شكلت عوامل أدت إلى زيادة عدد القتلى بسبب البرق”.

ودفع الارتفاع الكبير في عدد الوفيات، الحكومة إلى إضافة الصواعق إلى القائمة الرسمية للكوارث الطبيعية التي تواجهها البلاد، والتي تشمل الفيضانات والأعاصير والزلازل والجفاف.

وأغلبية ضحايا البرق من المزارعين، الذين يكونون عرضة للعوامل الجوية أثناء عملهم في الحقول خلال أشهر الرياح الموسمية الممطرة في الربيع والصيف.

من حفل زفاف إلى مأتم جماعي
ومن القصص المأساوية التي نجمت عن تلك “الكارثة الطبيعية” ما حدث أخيراً مع الشاب مأمون، البالغ من العمر 21، والذي تحوّل حفل زفافه بمنطقة شيبغانج شمال غربي بنغلادش، إلى مأتم، بعد أن أودت الصواعق بحياة أكثر من 16 شخصاً من أفراد أسرته.

ففي ليلة عرسه ارتدى عديد من أفراد عائلة مأمون ثياباً جميلة تليق بالمناسبة، وصعدوا على متن قارب للذهاب إلى حفل زفافه، لكن المطر بدأ يهطل بغزارة، مما جعلهم يلجؤون إلى سقيفة من الصفيح على ضفة النهر والتي ضربتها الصواعق، ليفارقوا جميعاً الحياة.

ويتابع مأمون، تذكر تلك الحادثة المؤلمة التي وقعت في أغسطس عام 2021: “عندما سمعنا بالخبر المؤلم هرعنا إلى مكان الواقعة، حيث كان بعض الناس يحتضنون الجثث، وكان الجرحى يصرخون من الألم.. في حين كنت أسمع أطفال يصرخون”.

وزاد: “كنت في حيرة من أمري. إذ لم أكن أعرف إلى أي شخص من عائلتي يجب أن أتوجه لتفقده”.

عثرت على جثة والدي فانفجرت في البكاء
وفقد مأمون في تلك الحادثة والده وجديه وبعضا من أبناء عمومته وأخواله وخالاته، في حين نجت والدته من الموت المحقق لأنها لم تكن بصحبتهم.

ويتابع: “عندما عثرت على جثة والدي، انفجرت في البكاء. لقد كانت صدمة قوية للغاية لدرجة أنها أوقعتني مريضاً”.

ولفت الشاب إلى أنه تزوج لاحقًا، لكنه يقول إنه لا يحتفل بذكرى زفافه لأن ذلك يثير ذكريات مؤلمة، مردفاً: “بعد الحادث المأساوي، أشعر الآن بالخوف الشديد من المطر والرعد”.