في لقاء خاص: المعلم والمربي الفاضل عبد الله المريح: منذ أكثر من 30عاماً منحني الله خدمة المعاقين والايتام … وتكريم أمير منطقة الجوف لي وسام أعتز فيه

حاوره: عبد الله الهريويل

عبد الله المريح المعلم والمربي الفاضل الذي خدم قرابة 4 عقود في التربية والتعليم وشارك في العمل التطوعي منذ أكثر من 50 عاماً حتى أطلق عليه رجل العمل التطوعي الأول بالجوف فتميز وأبدع طيلة مسيرته الحافلة بالعطاء والاخلاص فتوج بحصوله على جائزة الجوف للتميز والابداع في مسار الشراكه المجتمعية بنسختها الأولى

دعونا نتعرف أكثر على ضيفنا وضيفكم:

في البداية حدثنا أستاذ عبد الله عنك أكثر؟
عبدالله مصلح المريح ، ومولود في عام 1955م في مدينة رفحاء التابعة لمنطقة الحدود الشمالية ودرست بها حتى الصف الثالث الابتدائي ، ثم أنتقلت مع والدي إلى منطقة الجوف وتحديداً لمدينة سكاكا واكملت دراستي الابتدائية في مدرسة اللقائط الابتدائية ثم واصلت دراستي في المرحلة المتوسطة
وكنت أرعى الأغنام وأمارس الزراعة في طفولتي إلى جانب دراستي.

ثم واصلت مشواري نحو المؤهل العلمي بالدراسة في معهد المعلمين الثانوي ، حيث تخرجت منه وعملت معلماً في قرية “هديب” وكان يمثل تحديا لي في ذلك الوقت حيث صعوبة المواصلات ، لكني عشت أمتع الأيام رغم عدم وجود التيار الكهربائي ووسائل الراحة ، ثم تم نقلي إلى مدرسة “اللقائط الابتدائية ” التي درست فيها لأكون معلماً ، ثم نقلت إلى قسم النشاط ليتم تكليفي مدير لمركز التدريب الكشفي ، وذهبت إلى المدينة المنورة لإكمال الدراسة وحصلت على دبلوم تربية ، وحصلت على درجة البكالوريوس في اللغة العربية واستمريت في العمل كمشرف تربوي في الإدارة العامة للتعليم بمنطقة الجوف إلى أن تم إحالتي على التقاعد نظاماً بعد خدمة لأكثر من 38 عاماً في التربية والتعليم.

عرف عن عبد الله المريح حبه للعمل التطوعي هل لنا أن نتعرف على ذلك أكثر ؟

التطوع في حياتي أساسياً فقد كانت بدايتي في العمل التطوعي قبل أكثر من 50 سنة وتحديداً في عام 1394 هجرية حينما كنت طالباً في معهد المعلمين بالجوف وكانت أول مشاركاتي في العمل التطوعي المشاركة في خدمة حجاج بيت الله الحرام ومازلت ولله الحمد في خدمتهم.

في أي عام سجل لك أكثر عدد ساعات عمل تطوعية؟

العمل التطوعي في السابق لا يتم احتساب الساعات بشكل رسمي ولكن مع التنظيم الجديد للعمل التطوعي يتم احتساب ساعات العمل التطوعية لكل متطوع
وعام 2023م هو أعلى معدل في الساعات التطوعية الرسمية التي سجلت لي حيث اعتمد لي 1584 ساعة تطوعية وشاركت مع 13جهة مابين صحية وتعليمية ورياضية ولله الحمد.

ماهو العمل التطوعي الذي مارسه عبد الله المريح ويرى أنه قريب منه ومناسب له؟

جميع الأعمال التطوعية التي شاركت فيها أعتبرها جميلة ومهمة في حياتي لكن أرى أن عملي التطوعي مع المعاقين والأيتام له وقع خاص في نفسي وأجد فيه راحة وتفاني ولذة.

بماذا تنصح الذين ينظمون للعمل التطوعي ؟
اعمل لوجه الله محتسباً الأجر والثواب منه وأبتعد عن فلاشات الكاميرات.

ماهي نقطة التحول في حياتك؟

بلا شك خدمة المعاقين والأيتام هي نقطة التحول في حياتي فقد بدأت من 30 عاماً، بخدمتهم وأنا أحد مؤسسي نادي الجوف لذوي الإعاقة الذي تأسس عام 1432 وقد شغلت منصب رئيس النادي لمدة 12 سنة، ولازلت ولله الحمد متواصلاً معهم وفي خدمتهم.

خلال فترة ترأسك لنادي الجوف لذوي الاعاقة حدثنا عن أهم الإنجازات التي حققها النادي؟

بالنسبه لأبرز الإنجازات التي حققها النادي هي :
انضمام 6 لاعبين للمنتخبات الوطنية
صعود فريق كرة السلة على الكراسي المتحركة للدوري الممتاز
تصنيف كافة الالعاب والاعاقات بالنادي الحركية والذهنية والبصرية والشلل الدماغي.

حدثنا عن العلاقة التي تربطك بالرياضة والكشافة؟
تربطني بالرياضة والكشافة علاقة وطيدة وحميمة منذ الصغر ،فأنا رياضي قديم وما زلت أمارس المشي الطويل “الهايكنج”، وكنت لاعباً في فريق الكرة الطائرة وكرة اليد في نادي العروبة بالجوف، وعملت إداريًا في كرة اليد ثم الطائرة وكرة السلة. كما عملت مع عدة مجالس إدارات في النادي. ورافقت لاعبي التنس في إحدى الذكريات التي لا تُنسى، حيث كنت إدارياً لفريق اليد وذهبت لإيصال لاعبي فريق التنس، ثم عدت لحضور مباراة اليد.
أيضاً أشجع نادي النصر وكنت عضواً فيه.
كنت من بين أوائل المتخصصين في تقديم الألعاب الشعبية في المناسبات، خصوصًا في مهرجان الجنادرية الوطني.

أيضاً انخرطت في المجال الكشفي منذ الصغر وتدرجت ككل المنتسبين في مراحل الكشافة حتى وصلت إلى مرحلة الرواد، وحصلت على شارة “قائد تدريب دولي” مفوض وعملت مشرفا كشفيا في التعليم لمدة32 عاماً ، وأنا عضواً بمجلس إدارة رابطة رواد الكشافة السعودية، وعضوًا في مجلس إدارة جمعية قدوة لرعاية الأيتام بالجوف.

شاركت في معسكرات الخدمة العامة في المشاعر المقدسة التابع لجمعية الكشافة السعودية لمدة 20 سنة، سواء ككشاف، وقائد، أو مشرف. وتلقيت نبأ قدوم ابني “مصلح” أثناء أحد معسكرات الخدمة في مشعر منى.
أيضاً كنت قائداً لمجموعة أمانة العاصمة في حج العام 1439
وكانت اخر مشاركاتي قائداً لمجموعة التجاره في حج ١٤٤٤ هجري

ما الموقف الذي مازال عالقاً في ذاكرتك؟

المواقف العالقة في ذاكرتي كثيرة لكن اهمها موقف إيصال أكثر من35 حاج بين طفل وكهل تائهين في حج عام 1394هجري وكنت يومها كشافاً وأول مشاركة لي بالحج ومعي طفل عمره ست سنوات ظل تائهاً 12 ساعة وعند ايصاله خرجت والدته من المخيم واحتضنتني انا وطفلها ناسيةً حرمة المكان والزمان وحاولت مكافأتي بمئة ريال يومها كانت مبلغ كبير جداً ورفضت وطلبت دعواتها لي وغادرت.

أيضاً من المواقف التي مازالت عالقة في ذاكرتي هي وفاة والدي بعد صراع قصير مع المرض والذي لم يمهله طويلاً غفر الله له واسكنه فسيح جناته فخيم الحزن بقلبي وبقلوب اخوتي جميعا كان اصغر اخواني مريح وهو الوحيد الذي لم يتزوج وكان أكبر همي كيف اقوم بتزويجه وهو الآن موظف وبعد أسبوع من وفاة والدي هاتفني صديق للوالد وطلب مقابلتي
فذهبت إليه وكتب لي شيك بمبلغ مئة الف ريال وقال هذه أمانة لوالدك عندي ويوصيك بانها لزواج اخوك مريح حيث لم يتبق من ابنائي سواه
وهذه امانة لك تقوم بتزويجه
الحقيقة تمالكت نفسي عنده وعندما خرجت اجهشت بالبكاء رحمه الله واسكنه فسيح جناته.

ماهو الموقف الذي تأثرت منه؟
الانسان خلال حياته يتعرض لمواقف واحداث يتأثر منها وتؤثر عليه ومنها يبقى في ذاكرته والموقف الذي تأثرت منه هو موقف والدتي أثناء مرضها وقد أٌجري لها في الرياض عملية في القلب وعمرها تجاوز الثمانين عام وفور وصولها لمدينة سكاكا قررت أن أنام بجوارها وقمت لصلاة الفجر والاجواء شديدة البرودة ووجدتها قد وضعت حذائي عند المدفأة فلم يمنعها المرض وتعليمات الدكتور المشددة بعدم التحرك من الفراش من فعل هذا الامر وحرصها وخوفها على ابنها الذي تجاوز عمره 60 سنة من البرد فبدل ما انا اقوم بخدمتها هي تخدمني رغم كبرها ومرضها الشديد وفي طريقي للمسجد اجهشت بالبكاء الشديد جزى الله والدينا الجنة.

ماهو التكريم الذي تعتز به؟

تكريمي من سيدي الامير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف بعد حصولي على جائزة الجوف للتميز والابداع بنسختها الأولى.

نصيحتك للشباب والشابات؟
قدم نفسك وطور ذاتك واستفد من الدورات والبرامج المتاحة حسب ميولك ورغباتك
ولا تنتظر الوظيفة وانظم لكل عمل فيه خدمة لدينك ووطنك

ماهي أمنيتك لشباب وشابات المنطقة؟
منطقة الجوف تزخر كغيرها من مناطق السعودية بالشباب الذين يملكون العقول الذكية والراجحة ولديهم طموح يعانق السماء لخدمة دينهم ووطنهم وقيادتهم وأتمنى أن أرى شباب وشابا الجوف بين قيادات الوطن في كل المجالات فهم اهلاً لذلك باذن الله

كلمة أخيرة
أشكرك اخوي عبد الله الهريويل جزيل الشكر وممتن لشخصك الكريم على جهودك وتعبك وتحملك مشاق السفر لإجراء هذه المقابلة معي التي اتمنى أن أكون وفقت بها ومفيدة للقراء والمتابعين.
ختاماً : عليكم أحبتي الاعلاميين أمانة لابراز منطقتكم الجوف وما فيها من ثروات ومقومات سياحية وزراعية واقتصادية ورياضية فشمروا عن سواعدكم وسخروا أقلامكم لها مع دعواتنا لكم بالتوفيق.

 المشاركه بالمؤتمر العالمي لحوار الاديان بتونس