تميم بن عطاش.. الرمز التربوي الذي فقدناه
الحمد لله القائل:
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي).
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره فقدت محافظة وادي الدواسر يوم الأحد 15 محرم 1446هـ؛ الرائد التربوي تميم بن ناصر بن عطاش الشرافاء الدوسري أحد أبنائها البررة ورجالاتها الأوفياء الصالحين الخيرين ذوي البصمات والأيادي البيضاء في الكثير من الميادين ومن أبرز رجالاتها في العمل الإنساني والشخصيات الاجتماعية والتربوية والتعليمية الذين برحيلهم تكون المحافظة فقدت واحداً ممن نذروا أنفسهم وأفنوا حياتهم من أجل تربية الأجيال وكان لهم دور كبير وفاعل في التربية والتعليم مُديراً ومعلماً في عدة مدارس بمحافظتي الإفلاج ووادي الدواسر قدم خلالها كل ما يمكن بإخلاص وكفاءة؛ وكان مدرسة تربوية وعلمية مواكبةً لكل المستجدات؛ فضلاً عن عمله الاجتماعي والخيري والأعمال الجليلة المتعدي نفعها للآخرين؛ الذي أتصف به مغلفاً بالسرية، والعمل في الخفاء رجاء ما عند الله متمثلاً بما جاء في القرآن الكريم ﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ وحديث السبعة الذين يُظلُّهم الله في ظلِّه أعمالُ خيرٍ خفيَّة عن أعين الناس؛ وهي رجل قلبه مُعلَّق بالمساجد؛ حيث لا يعلم تعلُّق قلبه بالمسجد إلا الله، كذلك الذي تصدَّقَ حتى لا تعلم شمالُه ما تنفق يمينُه، ولا يعلم بعمله هذا في توزيع الصَّدَقة على الناس إلا الله، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضَتْ عيناه، فهو لم يتصنَّع البكاء أمام أحد ولم يُر؛ بل في مكان خالٍ لا يراه إلا الله سبحانه وتعالى.
لقد كانت تربطني بالراحل علاقة وطيدة وجدته خلالها نموذجاً للكفاح والنجاح والصبر؛ يُكن له الجميع كل الاحترام والتقدير لما يتمتع به من نزاهة وحب للتواصل مع الجميع ومن دماثة خلق، واستبشار دائم بالخير وتفائل بالحياة؛ متواضعاً وعطوفا؛ شجاعاً في الرأي لا يخاف في قول الحق لومة لائم؛ كما كان صوتاً قوياً يصدح بالحكمة والحق؛ لا يخشى أحد غير خالقه ولا يحسب حساباً إلا لنداء ضميره الحي؛ عملت معه فترة من الزمن فما وجدته إلا قدوة ومثالاً للتفاني ونموذجاً للعمل الجاد وسعة الأفق والهمة العالية؛ كما وجدته الحريص على لم الشمل والتصدي للتحديات بالحكمة والصدق والموضوعية؛ وعُرفته بالحكمة والصدق والموضوعية والتسامي عن الخصومات، كما كان يتصف برحابة الصدر وبشاشة الوجه؛ ومن أصحاب القلوب البضاء.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته وعظيم غفرانه ويسكنه فسيح جناته.. وأن يلهمنا جميعاً نحن محبيه الصبر والسلوان على فقدانه.