رحم الله أخي ومعلمي هليل الحميدي
رحم الله أخي ومعلمي هليل الحميدي
قبل حوالي اسبوع وتحديدًا يوم الجمعة العاشر من شهر رجب لهذا العام 1446 وبينما كان الاستعداد للتوجة إلى المساجد لاداء صلاة الجمعة تفاجأت بل وانصدمت برسالة تنعى احد الاصدقاء القدامى والذي كان لي شرف معرفته قبل اكثر من خمسين عامًا عندما كان معلمًا في مدرسة الإمام الشافعي الابتدائية بمحافظة طبرجل وأنا كنت طفلًا بالصف الرابع الابتدائي في تلك الحقبة وكما عايشها غيري كان المعلم مصدر رعب ليس بالإمكان التعامل معه وخصوصا مع وجود السواد الأعظم أجانب من الجنسية الفلسطينية والأردنية وقليل من المصريين فكانت اللغة بين الطالب والمعلم هي العصا وهناك أسماء لازالت عالقة بذهني لقساوة ذكراها وصور ماثلة أمامي استعصت على النسيان لمثل هذه النماذج لكن والشيء بالشيء يذكر تميزت هذه الحقبة بإخراج الطالب من ظلمات الجهل إلى آفاق المعرفة ومواكبة ماظهر بعد ذلك من اكتساب المهارات والتميز فخرجت للمجتمع فئات تبوأت عدة مواقع ساهمت في خدمة الوطن برز بين هؤلاء المعلمين شخصية هادئة متزنة بشوشة وهذا يعتبر شذوذ عن الصورة السائدة آنذاك والمتمثلة بصفات المعلم التي ذكرتها في بداية حديثي نشأت بيني وبين هذا الرجل علاقة خاصة استمرت كل مراحل الأبتدائية وفي كل مرة يزداد تعلقي به وبعد الأبتدائية انقطعت علاقتي به كمعلم لكنها استمرت أخوة صادقة وبيني وبينه مواقف لايسع المجال لذكرها وفي مراحل التعليم الأخرى ودخولي ميدان العمل خارج محافظتي الحبيبة حالت أحداث دون أن أكون قريبًا منه فكان وقتي يتسم ببعض الشدة وهذا ليس مبررات لتقصيري فأنا اعترف بانني لست وفيًا معه كنت اقابله من حين لآخر في بعض المناسبات وهي قليلة في وقتها لكنها في معناها كبيرة هذه بعض ماتختزن الذاكرة حول مسيرة هذه الشخصية العظيم مقامًا ووزناً وهي مسيرة تحتاج تفاصيلها إلى جهد ووقت ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق وفي الأخير نصيحة إلى من وقع في حب شخص كهذا الإنسان أن يكون وفيًا معه زيارة وسؤال هذه النصيحة التي جاءت بعد فوات الأوان بالنسبة لي رحم الله الأخ والصديق والمعلم والقامة ابو أحمد وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وجعل البركة في ذريته إنا لله وانا اليه راجعون
ضيف الله لويفي المهرمس الشراري
الخميس 16\7\1446