توقعات بربيع ممطر «فوق العادة» في الجزيرة العربية وآسيا
[COLOR=green](صحيفة طبرجل الاخبارية)[/COLOR] [COLOR=red] زاهي النويعمه و فهد مسلم العطينان[/COLOR]
ارتفاع درجات الحرارة الحاد مُعقم لكائنات مسببة للأمراض
توقعات بربيع ممطر «فوق العادة» في الجزيرة العربية وآسيا
كشفت مراصد طقس عالمية أن بداية برودة شرق المحيط الهندي اعتبارا من مطلع هذا الشهر، مما يعني أنه قد تشهد بعض الدول الآسيوية ومنطقة شبه الجزيرة العربية فصلاً ربيعياً ممطرا فوق المعتاد.
وكشف خبراء في الطقس أن ارتفاع درجات الحرارة الحاد والذي يسبب قلقا لكثير من الناس هو بمثابة المطهر والمُعقم فهو يقضي على كثير من الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض المعدية وغير المعدية مثل بعض الفيروسات والتي لولا رحمة الله لكانت السيطرة على بعض الأمراض المعدية غير ممكنة ولفتك بملايين البشر، ولكن هذا التوازن الرباني حمى كثير من المخلوقات من شرور هذه الكائنات التي تنصهر وتضعف مع درجات الصيف الحار. وعلى النقيض من ذلك هناك كائنات دقيقة تقاوم الحرارة لكنها لا تقاوم البرودة الشديدة، فالشتاء فصل غير محبب لديها مثل بعض أنواع البكتريا المسببة للتسمم التي تضعف مع درجات الحرارة المنخفضة. فوائد كثيرة تتعلق بالصحة والمناخ يصعب حصرها في هذه الزاوية الضيقة، والأمر لا يقتصر على الجانب الصحي فحسب بل يسري حتى على توزيع نسبة الأمطار في كوكب الأرض، حيث إن هناك مناطق في العالم تحظى بقسم كبير من الأمطار عندما تجف مناطق أخرى وتتعرض للبرودة أو الحرارة الشديدة .
من حكمة الله سبحانه وتعالى أن جعل هذا الكون يجري بنظام دقيق ومتوازن، فكل ما يحدث فيه من ظواهر مناخية وكونية مهما كانت صعبة وقاسية على بعض الكائنات الحية على وجه هذه البسيطة، إلا أن فيها حياة ورحمة أشمل للبشر كافة. ولو سار الكون بوتيرة ثابتة لهلك جميع من عليه.
في الوقت الذي كانت تعاني فيها إندونيسيا وأستراليا وبعض دول جنوب شرق آسيا الجفاف الشديد والحرارة والحرائق الناتجة عن قلة الأمطار في تشرين الأول(أكتوبر) وتشرين الثاني(نوفمبر) وكانون الأول(ديسمبر) من عام 1997 المتزامنة مع ظاهرة (النينو) كانت شبه الجزيرة العربية والصومال وكينيا تعاني الفيضانات الشديدة وانتشار حمى الوادي المتصدع في بعض دول إفريقيا. وهذا الحال سبق أن حدث من قبل وذلك في عام 1982 حيث شهدت مناطق الهند وإندونيسيا وأجزاء من أستراليا نقصا في نسبة المطر عن المعتاد في الوقت الذي كانت شبه الجزيرة العربية تعيش ظروف استوائية مطيرة نادرة حيث سُجلت معدلات أمطار عالية جداً خلال فصل الربيع هي الأعلى منذ سنين طويلة، حيث شهدت المنطقة الشرقية من المملكة والمنطقة الوسطى والغربية والجنوبية الغربية، معدلات هطول في فصل الربيع لم يسجل مثلها حتى يومنا هذا. وحدثت بعض الكوارث نتيجة السيول خاصةً في المنطقة الجنوبية ومنطقة المدينة المنورة والقصيم والمنطقة الشرقية.
وكان ربيع 1982 هو الأكثر في نسبة كوارث السيول في البلاد
وفي خريف عام 1994 ساد شرق المحيط الهندي ناحية الساحل الإندونيسي تبريد شديد للمياه بواقع أربع درجات تحت المعتاد، تسببت هذه الظاهرة التي تعرف (بقطبية المحيط الهندي) في عملية دفع للمياه الدافئة جهة الغرب نواحي وسط المحيط الهندي وبحر العرب مما تسبب في تكدس المياه الدافئة قرب مسار الرياح الرطبة التي تصل إلى شبة الجزيرة العربية.