كاتب سعودي: للأسف.. “إسرائيل” دولة تستحق الاحترام..والحكومات العربية لم تترك للشباب سوى حرق نفسه
[COLOR=green]صحيفة طبرجل الإخبارية – متابعات [/COLOR]
في ظل تداعيات أحداث تونس، سيطر الشأن العربي على الكثير من مقالات الرأي في الصحف السعودية، ففي مقال مثير للجدل يعلن كاتب صحفي “آسفاً” أن “إسرائيل” دولة تستحق الاحترام، وأنها أفضل من كافة الدول العربية والإسلامية، فيما تناول بعض الكتاب ظاهرة حرق الشباب لأنفسهم، حيث أكد أحدهم أن الحكومات العربية لم تترك للشباب سوى حرق نفسه، وطالب آخر بحرق الأجساد بالعمل، وليس بالنار.
[COLOR=red]كاتب سعودي: للأسف.. “إسرائيل” دولة تستحق الاحترام[/COLOR]
في مقال قد يثير بعض الجدل، يعلن الكاتب الصحفي فهد عامر الأحمدي “آسفاً” ولكن بالأرقام أن “إسرائيل” دولة تستحق الاحترام، فهي أفضل من كافة الدول العربية والإسلامية فيما يتعلق بالديمقراطية والنزاهة السياسية، كما أنها تعمل في صمت وتتفوق تقنياً وعسكرياً، خوفاً من صحوة علمية تجتاح الدول العربية، يقول الأحمدي: تستطيعون الاختلاف معي كيفما شئتم.. ولكنها الحقيقة التي تثبتها المقارنة والأرقام المحايدة.. فإسرائيل أفضل من كافة الدول العربية والإسلامية فيما يتعلق بالديمقراطية والنزاهة السياسية (بدليل القوائم السنوية التي تصدرها منظمات العالم المختلفة).. وكان الأستاذ تركي الدخيل قد كفاني هذا الجانب حين كتب قبل أيام مقالاً بعنوان “رئيس وزراء سيارته تقسيط”، تحدث فيه عن الأمانة المالية في إسرائيل وتفوق مؤسساتها السياسية في محاسبة العاملين فيها، بدليل شراء نتنياهو سيارته بالتقسيط ومحاكمة أولمرت على 150 ألف دولار تلقاها كتبرع حين كان رئيساً لبلدية القدس. ويمضي الكاتب: “لضيق المساحة سأكتفي بالتركيز على تفوقها التقني والعسكري الذي تمارسه بصمت خوفاً من صحوة علمية تجتاح الدول العربية، كما فعل سبوتنيك الروسي بالولايات المتحدة الأمريكية… فإسرائيل دولة لم تبنِ نفسها من فراغ، كونها حرصت منذ قيامها عام 1948 على استقطاب الكفاءات العلمية من يهود العالم.. وفي وقت كانت فيه الشعوب العربية تعاني الأمية كانت إسرائيل منهمكة في بناء مفاعل ديمونة النووي وتشكيل أول وكالة للأبحاث الفضائية عام 1959.. ورغم تفوقنا لاحقاً في فتح القنوات الفضائية المشفرة (!!) تفوقت إسرائيل دائماً في فتح الشفرات الأمنية للدول العربية.. وفي حين فشلت جهودنا في رفع عباءة المرأة من الكتف للرأس، نجحت إسرائيل في رفع صواريخ “أفق” و “عاموس” فوق الغلاف الجوي”.
ومن خلال الأرقام يقول الكاتب: “اليوم تحتل إسرائيل المركز الثالث عالمياً في تصدير الأسلحة، والمركز الأول عالمياً في إنتاج الطائرات من دون طيار (رغم صغر مساحتها وقلة سكانها).. كما أنها أصغر دولة تستطيع إنتاج دبابات وطائرات مقاتلة، وخامس دولة من حيث امتلاك القنابل النووية، وفي الحقيقة منذ 20 عاماً وأنا أسمع أنها تملك ما بين 300 إلى 400 رأس نووي، وما بين 2500 إلى 3000 صاروخ (يعلم الله وحده كم وصلت هذه الأيام)”. ويري الكاتب أن المخطط الصهيوني لنقل التقنية يسير اليوم بالزخم نفسه الذي بدأ به قبل 60 عاماً ويقول: “في مجال الفضاء مثلاً شارك العلماء الإسرائيليون منذ الستينات في البرامج الأمريكية وبناء أول محطة رصد فضائي تخصهم عام 1964. وفي عام 1976 ساهم علماء يهود من أمريكا في بناء أول قمر صناعي إسرائيلي.. وفي بداية السبعينات طوروا صواريخ “شافيت” و “تونان”.. وفي عام 1983 أعيدت هيكلة المؤسسات الفضائية ونتج عنها تأسيس وكالة الفضاء الإسرائيلية (سالا).. ويمكن القول إن إسرائيل حققت “خبطة العمر” بمشاركتها في مشروع حرب النجوم الأمريكي زمن الحرب الباردة ، فبموجب ذلك الاتفاق أتيح للعلماء الإسرائيليين الاطلاع على تقنية صواريخ متطورة لم تدخل حتى في الجيش الأمريكي، مثل أورنيت وآرو وإيرس وهمر!! أما من الشرق فقد استغلت إسرائيل انهيار الاتحاد السوفيتي واستقطبت من العلماء الروس في مجال الذرة وصناعة الصواريخ ما يفوق دول العالم مجتمعة. كما دفعت بسخاء لشراء معدات وتقنيات روسية جاهزة، مثل كامل قاعدة بايكونور لإطلاق الصواريخ النووية. كما وقعت برامج أبحاث مشتركة تتيح لها الاطلاع على أسرار المكوك الروسي “بوران” والاستفادة من تصاميم الصاروخ “إنيريجا”، الذي يتفوق على الصواريخ الأمريكية في حمل الرؤوس النووية! كل هذا أتاح لإسرائيل عام 1988 إطلاق أول أقمارها التجسسية (أفق 1) ثم في عام 1990 (أفق 2) ثم في عام 1995 (أفق 3) و (عاموس 4) للاتصالات العسكرية.. وما زالت مستمرة في إطلاق هذه الأقمار التي كانت بمثابة حلم راودها منذ حرب 1973 حين كانت تعتمد على الأقمار الأمريكية لرصد الجيوش العربية!!”. وينهي الكاتب بتعليق أورده عن صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، غداة إطلاق قمر التجسس “أفق 3” جاء فيه: “الهوة بين إسرائيل والعرب في التقنيات الفضائية أصبحت تقاس بالسنوات الضوئية.
ففي حين غدت إسرائيل قادرة على إطلاق صواريخ تدور حول الأرض، يعمل الحصار الغربي على تدمير البنية العسكرية والتحتية للعراق البلد الأكثر تقدماً بين الدول العربية في إنتاج صواريخ بدائية تعود للحرب العالمية الثانية!! ولاحظوا.. هذا الكلام قبل 15 عاماً.. وما لجُرحٍ بميّت إيلام”.
[COLOR=red]الموسى: الحكومات العربية لم تترك للشباب سوى حرق نفسه [/COLOR]
تناول بعض الكتاب ظاهرة حرق الشباب لأنفسهم، فيتساءل الكاتب الصحفي علي سعد الموسى في صحيفة “الوطن”: هل أصبح الشاب التونسي محمد البوعزيزي الذى أحرق نفسه احتجاجاً علي البطالة قدوة عربية؟ بدلاً من أن تكون القدوة في قصص النجاح الشحيحة؟ ورغم رفض الكاتب لهذا السلوك، فإنه يقر أن الشباب لم يجد أمامه سبيلاً آخر، يقول الكاتب: “تقول الإحصاءات: إن 70 مليون مواطن عربي كانوا على شبابيك السفارات الأجنبية طلباً لتأشيرة عمل أو هجرة في العامين الأخيرين. ربما لا نشعر في الخليج بوطأة هذا الرقم المخيف ودوافع الطلب، الحقيقة التي لا يقولها أحد أن الفوارق بين أسوأ حكومة أو أقبحها ستكون ضئيلة ونسبية وهامشية. الحق أنه عالم عربي صحراوي شحيح الموارد والثروات.. وبدلاً من أن تكون القدوة في قصص النجاح الشحيحة أيضاً في هذا العالم العربي أصبحت القدوة إحراق الجسد. ومن المؤسف بمكان أنه في وسط هذا الفقر المادي المخيف في الموارد والثروات فإن هذا العالم العربي يتصدر أيضاً في حجم الفساد: طاولات أكل فقيرة يتصدرها من يود أن يأكل حتى التخمة. وفوق هذا هي تحاول أن تسلب الجائع الفقير المحبط أعظم الغرائز الفطرية الطبيعية التي لا بد أن يعبر عنها الجائع: أن يصرخ ويعبر عن جوعه وفقره. أن يتكلم باللسان لأنهم حين كمموه حرك أطرافه ليحرق جسده”.
من جهة أخرى يرفض الكاتب الصحفي تركي الدخيل في صحيفة “الوطن” حرق الأجساد بالنار، مطالباً بحرقها في العمل، ويقول: “الاحتراق أيها السادة ليس بقتل النفس وإشعال الأجساد بالبنزين.
الاحتراق الأفضل أن يتحول المواطن إلى شخص مثمر لوطنه، أن يكون إنساناً فاعلاً إيجابياً محباً للخير والناس، وألا يظلم أحداً، وما أجمل من قال: “كن أنت التغيير الذي تريده لمجتمعك”، لو أن كل إنسان غير نفسه، وطورها لأثمرت المجتمعات وأينعت حتى بعد طول زمن”.