الأخبار المحلية

أكد أن الأمم تتقلب ما بين عزة وذلة…امام المسجد النبوي الامه عندما تتقاعس عن تدارك اخطائها تخسر امنها

[COLOR=green](صحيفة طبرجل الاخبارية)[/COLOR] [COLOR=red]فهد مسلم العطينان[/COLOR]
أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير أن الأمة متى تقاعست عن تدارك أخطائها وأهملت في معالجات مشكلاتها خسرت أمنها واستقرارها ووقعت في أزمات وتحديات وفوضى ومواجهات لا تحمد عقباها ولا يعرف منتهاها .

وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد النبوي أن المؤمن مهما تفاقم الشر وتراقى الخطر والضر، فإنه يعلم أن ما قضي كائن وما قدر واجب، وما سطر منتظر، وما شاء الله يكن وما يحكم به الله يحق، لا رافع لما وضع ولا واضع لما رفع ولا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع وما شاء ربنا صنع فلا محيص عن القدر المقدور ولا راد للأمر المسطور، أقدار مورودة لله في أثنائها الفرج القريب وهو السميع المجيب، لا يقابل أمره إلا بالرضا والصبر على ما قضى ولا يقابل البلاء الجسيم إلا بالإيمان والتسليم، والله بعباده لطيف وفضله بهم مطيف .

وبين الشيخ البدير أن الأمم تتقلب في أطوار وأطباق ما بين عزة وذلة وكثرة وقلة وغنى وفقر وعلم وصناعة، وجهل وإضاعة وأحوال متقلبة مشاعة، والأمة الواعية مهما عانت من ضراء أو عالجت من بلاء أو كابدت من كيد أعداء، فإنها سرعان ما تفيق من غفلتها وتصحو من رقدتها وتقوم من نكبتها، فتقيم المائل وتقوم الحائد وترتق الفتق وترقع الوهى والخرق؛ لتعود عزيزة الجانب لا يتجاسر عليها غادر ولا ينالها عدو ماكر، مشيراً فضيلته إلى أن الأمة اليوم تمر بأحرج مواقفها وأصعب ظروفها وأشد خطوبها العنف يتفجر في أراضيها والفتن تدور في نواحيها تشتت نظامها .

ومضى إمام وخطيب المسجد النبوي قائلاً إنه متى تفرقت الأهواء وتباينت الآراء وتنافرت القلوب، واختلفت الألسن وقع الخطر بأكمله وجثم العدو بكلكله، مبيناً أنه على الأمة أن تعيد صياغة الحياة في بلادها وفق رسالة الإسلام، وأن تسعى لإصلاح أوضاعها إصلاحاً شاملاً كاملاً عقدياً وأخلاقياً وسلوكياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً؛ حتى لا تتحول جهودها في مواجهة التحديات والمؤامرات سلسلة من الذل والإحباطات والصدمات والانتكاسات.

وأكد الشيخ البدير أن الإصلاح الصادق ليس إصلاحاً تحركه بواعث وقتية أو ملابسات ظرفية وإنما هو إصلاح صادر عن إيمان راسخ وعقيدة صادقة واستشعار بعظمة الواجب وأمانة المسؤولية يوم يسأل الله كل عبد عما استرعاه أدى أم تعدٍ، كما أنه على الأمة وهي تتلمس معالم الإصلاح ومنهجه ومقوماته وأسسه ووسائله أن تعرض أوضاعها الحاضرة وحياتها المعاصرة على نصوص الكتاب والسنة؛ لأنها الميزان الحق والمقياس الصدق على تقدم الأمم وتأخرها وزينها وشينها وصوابها وخطئها، وقد قال بعض أهل العلم من لم يزن أفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة؛ فلا تعدوه في ديوان الرجال وعلى الأمة أن تأخذ الرأي والمشورة من رجالها الأوفياء وعلمائها الأمناء، الذين ليس لهم بائقة ولا يخاف منهم غائلة، وهم ضمير الأمة وغيظ عدوها وحراس عقيدتها والفضيلة فيها حتى يصدر التدبير عن دين مشروع وتجتمع الكلمة على رأي متبوع .