فهد بن بدر في ذكرى البيعة: هذه المدة تُعدُّ قليلة في عِداد السنين لكنها طويلةٌ في منجزاتها
أوضح صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف أن المنجزات التي شهدتها المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله شملت جميع مناحي الحياة وتميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن والمواطن وتنميته.
جاء ذلك في كلمة لسموه بمناسبة الذكرى السادسة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين وتسلمه رعاه الله مقاليد الحكم التي توافق غدا الأحد فيما يلي نصها :ـ
في السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة، من هذا العام الهجري ( 1432هـ ) يكون خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ قد أمضى عامه السادس ملكًا للملكة العربية السعودية .
إنَّ هذه المدة تُعدُّ قليلة في عِداد السنين، لكنها طويلةٌ في منجزاتها، وما تحقق فيها من الخير والنماء والعطاء لبلاد أكرمها الله ـ تبارك وتعالى ـ بالحرمين الشريفين ، ولقد شملت هذه المنجزات جميع مناحي الحياة ” السياسية، والاقتصادية، والدينية، والتعليمية، والاجتماعية، والصحية، والصناعية، وغيرها من المنجزات التي اتسمت وتميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن والمواطن وتنميته، مما يضعها في خانة جديدة ورقم متقدِّم في خارطة دول العالم المتقدمة.
وقد حقَّق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هذه الرؤى والطموحات في وقت مبكر وقياسي، فبدأ بالإصلاح السياسي والاقتصادي على الصعيد المحلي والدولي، وقويت العلاقات مع دول العالم، وعُقدت الاتفاقيات التجارية والاقتصادية معها, بغية تعزيز الشراكة والصداقة والتعاون، وقد تأتَّى له ذلك حيث تصدرت المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز دول العالم العربي والشرق الأوسط، كأفضل بيئة استثمارية، وِفقًا لتقرير أداء الأعمال الذي صدر عن مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي .
وفي مجال الاهتمام بالإسلام والمسلمين، جدَّد خادم الحرمين الشريفين عزمه وعنايته بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، فأنفق بسخاء منقطع النظير خلال السنوات الأخيرة على الحرمين المكي والمدني ، حيث تمت توسعة الساحات المحيطة بالمسجد الحرام، وكذلك توسعة المسعى للتخفيف على الحجاج والمعتمرين، وإعادة تأهيل منطقة الجمرات وتوسعتها، وتطوير شبكة الخدمات والأنفاق والطرق، ومشروع قطار المشاعر المقدسة، مما يُجسِّد حرصه ـ أيده الله ـ على خدمة الإسلام والمسلمين .
كما أطلق خادم الحرمين الشريفين مبادرته التاريخية (الحوار بين أتباع الأديان ) ، وسعى لمنحها اهتمامًا وغطاء دوليًا، الأمر الذي أثمر تبني منظمة الأمم المتحدة لها بعقد مؤتمر للحوار بين أتباع الأديان والتعاون من أجل السلام .
وكان للتعليم نصيب كبير من اهتمام هذا القائد الفذِّ، حيث أحدث نقلة نوعية في مسيرة التعليم العام والعالي في المملكة العربية السعودية، توجه بمشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم ، الذي خصص له ما يقرب من عشرة مليارات ريال ـ وهو دليل واضح على اهتمامه ـ أيده الله ـ بالتعليم وخدمته وتطور بناء الإنسان المعرفيِّ، ورغبته الجادة في تطوير المناهج التعليمية، وإعادة تأهيل المعلمين والمعلمات، وإيجاد بيئة تربوية وتعليمية تحقق الجودة، وتسعى للتنافس والوصول إلى التميز العالمي .
وفي ذات السياق التعليمي أحدث الملك عبدالله بن عبدالعزيز تحولاً جذرياً في مجال التعليم العالي، حيث تعيش المملكة حاليًا نهضة تعليمية شاملة ومباركة توجها الملك القائد بافتتاح جامعة حكومية في كل منطقة إدارية من مناطق المملكة، حتى وصل عدد الجامعات إلى أربع وعشرين جامعة حكومية تغطي احتياجات المملكة، وتضمن الراحة والاستقرار للشعب السعودي. ولم يكتف بذلك بل وجَّه ـ حفظه الله ورعاه ـ بافتتاح الكليات والمعاهد، والكليات التقنية والصحية، وكليات تعليم البنات في عدد من المناطق والمحافظات، حتى بلغ عدد طلاب وطالبات التعليم العالي نحو مليون طالب وطالبة.
وفي المجال الاجتماعي لَبس الملك المفدى ثوب المواطنة بكل معانيها، همومًا وآمالاً وطموحات، فكان الشعب شغله الشاغل يعيش في نبضه وتفكيره ، فكان للفقير والمحتاج سندًا بعد الله يتلمس احتياجاته ومستلزماته، رغبة في تحسين مستواه المعيشي ، حيث وجه بعدها بالوقوف على احتياجات المساكين، وزيادة مخصصات الضمان الاجتماعي، ورفع نسبة إعانات المعوقين، حتى تجلت إنسانيته في أبهى صورها وحللها بأعماله وعطاءاته النبيلة والمتعددة .
ولم يغفل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المجال الصحي، فقد ظهرت آثار النهضة الصحية في العديد من النواحي التي تظهر بوضوح تام حجم هذا التطور، وذلك من خلال زيادة الإنفاق والمخصصات المالية للقطاع الصحي، حتى حققت المملكة في عهده إنجازات طبية عالمية يشار إليها في المحافل الدولية، خاصة في فصل التوائم السيامية التي بلغت أكثر من سبع وعشرين عملية ناجحة، والتي تعدّ من العمليات المعقَّدة التي تُجرى في أكبرى المستشفيات في العالم.
ومن أكبر مظاهر عنايته بصحة المواطن السعودي، صدور أمره الكريم باعتماد مبلغ 16 مليار ريال لتنفيذ وتوسعة ما يلي ” مدينة الملك فهد الطبية بالرياض، ومدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة، ومدينة الملك خالد الطبية بالمنطقة الشرقية، ومدينة الملك فيصل الطبية لخدمة مناطق المملكة الجنوبية ، ومدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن الطبية لخدمة مناطق المملكة الشمالية ، وإنشاء مراكز للعناية المركزة في المدن الطبية والمستشفيات التخصصية والمرجعية في عدد من مدن المملكة، واستكمال منشآت في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض، ورفع الحد الأعلى في برنامج “تمويل المستشفيات الخاصة” في وزارة المالية من ( 50 ) مليون ريال إلى ( 200 ) مليون ريال “.
وفي ظل الظروف التي شهدتها المملكة العربية السعودية حين واجهت الإرهاب، وقف خادم الحرمين الشريفين موقف المتصدي الحازم، فحسم الموقف في حينه، واقتلع الشرَّ من جذوره، وضرب بيدٍ من حديد لكل من يمس أمن واستقرار المملكة، حيث كان يتابع الأحداث الأمنية لحظة بلحظة، وأكَّد في كثير من خطاباته بأن الإرهابيين لا يمثلون إلا أنفسهم، وأن الدولة قادرة بعون من الله تعالى على تخليص البلاد من شرهم، ونالت جهوده في محاربة الإرهاب استحسان المجتمع الدولي، وذلك من خلال جهوده الحثيثة من أجل اعتماد الاستراتيجيات الشاملة في مجال مكافحة الإرهاب .
ولقد لقيت المرأة السعودية في شخص الملك عبدالله بن عبدالعزيز الراعي والمدافع عن حقوقها ومكانتها ودورها في الحياة وشجعهن على القيام بدورهن في التنمية الشاملة، ووجه بتذليل جميع الصعوبات والمعوقات التي تحول دون إطلاق طاقة المرأة السعودية، وذلك ضمن إطار وحدود القيم الدينية، والعادات والتقاليد.
حُقّ للشعب السعودي أن يفخر بهذا القائد الذي حقَّق له كل مطالبه، وكفل له العيش الكريم، أحبَّ شعبه فأحبوه، وجسَّدوا أعلى صور التلاحم مع القيادة حين عاد ـ أيده الله ـ من رحلته العلاجية التي تكللت ـ ولله الحمد ـ بالنجاح، فسعى الملك المفدى حينذاك لزيادة رفاهية المواطن فأمر باستحداث عدد كبير من الوظائف الحكومية، وزيادة قرض صندوق التنمية العقاري، وإعفاء ورثة المتوفين من سداد القروض المستحقة عليهم للدولة سواء من بنك التسليف أو صندوقي التنمية العقاري والزراعي، وبناء المساكن والمستشفيات وغيرها .
حفظ الله لنا مليكنا وقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وأطال في عمره، وألبسه لباس الصحة والعافية، إنه نعم المولى ونعم النصير.