الرئيس الإيراني نجاد يجعل إحتلال البحرين أهم أهدافه
ندد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في مؤتمر صحافي عقده في طهران أمس بما وصفه بـ«تدخلات» الولايات المتحدة وحلفائها في شؤون سوريا. وقال الرئيس الإيراني إن «إيران تقف في خط المقاومة الأول في وجه إسرائيل، وأنا متأكد من أن الشعب والحكومة السوريين سيحلان مشكلاتهما، ونحن نندد بتدخلات الولايات المتحدة وحلفائها في سوريا». وتابع أحمدي نجاد: «هناك مع الأسف حكومات في المنطقة تتدخل (في الشؤون السورية) وتتبع الولايات المتحدة. أنصحهم بعدم القيام بذلك، لأن الولايات المتحدة سترتد ضدهم بعد أن تحقق أهدافها». وأضاف: «نحن نقف إلى جانب كل الحكومات الثورية، ونعتقد أن السوريين قادرون على إدارة شؤونهم بأنفسهم». وأعربت إيران عن تأييدها للانتفاضات التي قامت في المنطقة العربية، إلا أنها تدعم النظام القائم في سوريا والمتحالف معها منذ عشرات السنين.
وفي تناقض مع ما تحدث به عن سوريا ودعمه النظام هناك، تناول قضية البحرين، معتبرا أن المشكلة هناك هي وجود قواعد أميركية، وقال في المؤتمر الصحافي إن إيران ستقترح عما قريب «خطة» لتسوية المشكلة في البحرين، داعيا «الحكومة والشعب في البحرين إلى الحوار». وقال الرئيس أحمدي نجاد: «آمل أن تكون الأرضية مهيأة في مستقبل قريب من أجل تقديم خطتنا وأن تتم تسوية المشكلة في البحرين». وقال إن «مشكلة البحرين ليست مشكلة بين الشعب والحكومة، لكنها مرتبطة بوجود قواعد أميركية»، مؤكدا أن بلاده لا تتدخل في شؤون البحرين، ولكن «إذا تدخلت إيران، فإن كل خارطة المنطقة ستتغير».
أما بالنسبة للقضية الفلسطينية، فقد أعلن نجاد أن إيران تؤيد «حكومة فلسطينية لكل أراضي فلسطين». وقال في المؤتمر إن «الحكومة الفلسطينية يجب أن تكون لكامل أراضي فلسطين، واللاجؤون يجب أن يعودوا إلى ديارهم»، مكررا أن إسرائيل «سرطان» يجب استئصاله من المنطقة.
وأضاف أن «شعوب المنطقة كافة تريد نهاية النظام الصهيوني، وكل الاستطلاعات تثبت ذلك». وردا على سؤال حول نية الفلسطينيين إعلان قيام دولتهم على خط يونيو (حزيران) 1967 (الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة) خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) قال أحمدي نجاد إن «تشكيل حكومة فلسطينية ليس تأكيدا للاحتلال الصهيوني». وأضاف أن «ذلك لن يكون تخليا عن حق الفلسطينيين في تحرير أرضهم، وأنا على يقين بأن القادة الفلسطينيين يتحلون باليقظة». وكان لباكستان نصيب من المؤتمر؛ حيث أعلن الرئيس الإيراني أن الولايات المتحدة تريد تخريب منشآت نووية في باكستان لإضعاف البلاد والتدخل فيها في مرحلة لاحقة. وقال: «لدينا معلومات دقيقة مفادها أن الولايات المتحدة تريد تنفيذ عمليات تخريب لمنشآت نووية باكستانية لإضعاف حكومة باكستان وشعبها»، والتحضير بذلك لـ«انتشار كبير في هذا البلد». وأضاف أن «واشنطن ستستخدم مجلس الأمن الدولي وهيئات دولية أخرى» لتبرير مثل هذا الوجود.
أما بالنسبة للملف النووي الإيراني، فقال أحمدي نجاد إن بلاده مستعدة لإجراء محادثات نووية مع القوى العالمية، لكنها لن تجري أي تسويات «كما قلت من قبل، نحن مستعدون أن نجري محادثات نووية مع القوى العالمية ونتوصل لتفاهم». وأضاف: «لكن كما قلت آنفا، القضية النووية مثل قطار دون مكابح ودون ناقل سرعة عكسي، وهذا يعني أنه لن تكون هناك أي تسوية».
وأوضح الرئيس الإيراني أن النواحي الفنية للبرنامج النووي لبلاده «تتحرك قدما بسرعة كبيرة». وقال إن «أجهزة الطرد المركزي تعمل، وحتى إننا لدينا يورانيوم مخصب بمستوى 20% وسنواصل أبحاثنا، وكل هذا يتم على يد خبراء محليين».
كما أكد أن إيران تعمل وفقا للقواعد والقوانين الدولية وتتعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال أحمدي نجاد: «وفي ما يتعلق بالجانب السياسي، لدينا مشكلة، لأن الجانب الآخر يبحث عن أي ذريعة ليشوه الصورة الإيرانية من خلال الزعم بأننا نسعى لتصنيع قنبلة ذرية، وليس الأمر كذلك».
كما كرر أحمدي نجاد أمس آراءه بأن أغلبية دول الشرق الأوسط لا ترغب في وجود إسرائيل بالمنطقة، وشبه «النظام الصهيوني» بـ«ورم سرطاني» يجب إزالته.
وامتد حديث أحمدي نجاد إلى الفيفا، حيث قال إن بلاده ستواجه «بجدية» قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) (الذي يقضي بمنع لاعبات إيران من خوض المباريات بما اعتبره ملابس إسلامية). وقال أحمدي نجاد: «أمرت بمتابعة هذه القضية، وسنواجه بشكل جاد قرار الديكتاتوريين الذين يرتدون فقط ثوب الديمقراطية».
وتحتج إيران على قرار الفيفا بإلغاء مباراة المنتخب النسائي الإيراني أمام نظيره الأردني ضمن التصفيات المؤهلة لأولمبياد لندن 2012 بسبب ارتداء لاعبات إيران الزي الإسلامي، حسب ما ذكره الإعلام الحكومي الأحد الماضي. ويتعين على النساء في إيران ارتداء الحجاب، وارتداء ثوب طويل لإخفاء معالم الجسم والشعر في الأماكن العامة.
على صعيد الأزمة الداخلية بينه وبين المرشد علي خامنئي ورجال الدين المحافظين، قال الرئيس أحمدي نجاد، الذي تعرض لانتقادات شديدة في الأسابيع الأخيرة من جانب المحافظين المتشددين، إنه اختار «الصمت» في مواجهة «الاتهامات» وإنه يواصل «عمله بقوة».
وقال الرئيس الإيراني خلال مؤتمر صحافي، إن «موقفنا في مواجهة الاتهامات ضد الحكومة هو الصمت، صمت واعد من أجل الوحدة». وأضاف ردا على أسئلة حول تلك الاتهامات أن «الحكومة تواصل عملها بقوة ما دمت في سدة المسؤولية سأواصل على النهج نفسه». وردا على سؤال عن علاقته بالمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، أكد أحمدي نجاد أن هذه العلاقة «واضحة جدا» و«أكثر صلابة مما يعتقد البعض».
وفي الأيام الأخيرة تواصلت انتقادات المحافظين المتشددين للقريبين من أحمدي نجاد رغم الدعوة إلى الهدوء التي أطلقها خامنئي السبت.