أكل التراب يقي المعدة ويحمي من الجراثيم
أسرار جديدة لمادة التراب يكشفها لنا العلم الحديث، لنتأمل هذه المادة التي خلقنا الله منها، كم أودع فيها من خصائص مذهلة كل كلمة نطق بها خير البشر هي الحق، وهكذا يأتي العلم بحقائق جديدة لم تكن معروفة من قبل تثبت وتؤكد صدق هذا النبي وصدق رسالة الإسلام.
ومن الحقائق التي حدثنا عنها رسول المصطفى عليه الصلاة والسلام هي التراب. فالتراب وصفه صلى الله عليه وسلم بأنه (طهور) والله تعالى وصف الماء النازل من السماء بأنه (طهور) وهكذا يمكننا أن نفهم من حديث النبي عليه الصلاة والسلام أن في التراب مادة مطهرة أو معقمة. ولكننا ننظر إلى التراب على أنه مادة وسخة، فماذا وجد العلماء حديثاً حول تراب الأرض، وهل سنغير نظرتنا إلى هذه المادة العجيبة؟
إذا أخذت حفنة من التراب بحجم ملعقة الشاي فإنك تجد فيها عدداً من الكائنات الحية أكبر من عدد سكان الأرض. فالتراب عبارة عن مادة حية تدب فيها الحياة مع أننا لا نراها ولكن العلماء يقولون إن التراب ضروري جداً لكثير من الكائنات على وجه الأرض، ولولا التراب لم يكن للحياة أن تنشأ أصلاً على وجه هذه الأرض .
قال باحثون أميركيون إن أكل التراب قد يساهم في الحماية من بعض أنواع الجراثيم والطفيليات، وكما أقيمت دراسة أجراها علماء من جامعة كورنيل في نيويورك أظهرت أن البشر أكلوا التراب منذ آلاف السنين وهي ظاهرة موجودة في كل الحضارات. وشملت الدراسة 480 تقريراً عن ثقافات مختلفة تتناول أكل التراب، حيث وجد الباحثون أن البشر تناولوا التراب حتى بوجود أنواع أخرى من الطعام، وغالباً ما تناولوا الطين الذي لا يحتوي على الكثير من المعادن إذ لم يأكلوه بسبب فوائده الغذائية، وقال الباحثون إن التفسير الأفضل هو أن الناس أكلوا التراب لأنه يحمي من بعض أنواع الجراثيم والطفيليات، وهو أمر رائج بدرجة أكبر لدى النساء الحوامل والأطفال الذين يعتبرون أكثر عرضة للجراثيم.
وأعربت الباحثة سيرا يونغ عن أملها في أن تساهم الدراسة في توقف النظر إلى أكل التراب كظاهرة غريبة وإدراك أنها ظاهرة منتشرة في الكثير من أنحاء العالم وتحصل خلال فترة محددة يكون الإنسان فيها ضعيفاً. وكذلك أكد علماء أمريكيون: أكل التراب وقاية وللمعدة هو النٌّقاية نقلت صحيفة “دايلي مايل” البريطانية ان علماء أمريكيين اكتشفوا الأثر الايجابي للطين والتراب على عملية الهضم.ويعتقد الخبراء ان أكل التراب مفيد خصيصا لمن ينقص جسمه الحديد والزنك والكالسيوم. كما يحول أكل التراب دون انتشار الطفيليات والسموم في الجسم. واضافة الى ذلك، فان تناول الطين والتراب له تأثير ايجابي على حالة جهاز الهضم .
من خصائص التراب كما يراها العلماء اليوم:
1- أفضل مادة معقمة موجودة في الطبيعة
2- التراب يضمن إزالة الجراثيم التي تعجز عن إزالتها كل المواد الكيميائية.
3- التراب أفضل وسيلة لتنظيف الماء.
4 – التراب هو المادة الطبيعية التي يُنقى بها الماء.
5- هناك أكثر من عشرة آلاف نوع من أنواع التربة في أوربا فقط.
6 – إن أفخر أنواع الصحون والأواني الصينية مصنوعة من التراب.
7 – التراب هو المادة التي لا تتجدد مع الزمن.
8 – الفراغات الموجودة بين حبات التراب هي 50 من حجمه.
9- إن معظم المضادات الحيوية التي نستخدمها لعلاج الأمراض مستخرجة من الكائنات المجهرية في التربة.
10- التراب مادة ممتازة لتنظيف مسامات الجلد.
والتربة تختزن 10% من إشعاعات غاز الكربون CO2 في العالم، ويحوي كل هكتار من الأرض الزراعية عدة أطنان من الكائنات الحية الدقيقة، ولولا هذه الأحياء لا يمكن للحياة أن تستمر بالشكل الذي نراه أمامنا، وهذه الكائنات المجهرية مهمة جداً في إنتاج المواد المغذية للنبات، وإنتاج المواد المعقمة لجذور النباتات والحبوب الموجودة داخل التربة.
وهناك توازن دقيق جداً في عالم الكائنات الحية في التربة، ولذلك قال تعالى: (وأنبتنا فيها من كل شيء موزون) وحقائق جديدة عن التراب في دراسة جديدة يقول العلماء فيها إن الطين وبخاصة طين البراكين يمكن أن يزيل أكثر الجراثيم مقاومة.
ولذلك هم يفكرون اليوم بتصنيع مضاد حيوي قاتل للجراثيم العنيدة مستخرج من بعض أنواع الطين.فبعد تجارب طويلة في المختبر وجدوا أن الطين يستطيع إزالة مستعمرة كاملة من الجراثيم خلال 24 ساعة، نفس هذه المستعمرة وُضعت من دون طين فتكاثرت 45 ضعفاً، فقبل سنة فقط كنا ننظر إلى التراب على أنه مادة وسخة! ولكننا اليوم ننظر إليه كمادة مطهِّرة!وقد وجد باحثون أن بعض أنواع التربة الموجودة في جنوب أفريقيا تعيش فيها بكتريا تنتج مضادات حيوية تستطيع قتل الجراثيم التي تعجز عن قتلها المضادات العادية ، هذا الاكتشاف في مختبر في نيوجرسي،لقد ظهرت فرصة جديدة الآن من أجل إنتاج مضادات حيوية من التراب! وهذا ليس غريباً علينا نحن المسلمين! فنحن نعلم منذ 14 قرناً أن التراب مادة مطهرة، ونعلم أن هناك علاقة مباشرة بين الخلايا وبين التراب، فالإنسان خُلق من تراب، وسيعود إلى التراب. و ربما نعلم لماذا كان التيمم بالتراب، يقول النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام: (جعلت لي الأرض مسجداً وطَهوراً) والطَّهور كما رأينا هو المادة المطهرة أوالمعقِّمة.
ولذلك من الحكمة الإلهية أنك تجد الأطفال الصغار يحبون اللعب بالتراب! و يحاولون إمساك بعض التراب بأيديهم، فالله تعالى أعطاهم فطرة سليمة يعرفون من خلالها أن التراب مادة مطهرة تتفوق على أفضل أنواع الصابون! فسبحان الله الذي علم الإنسان ما لم يعلم.
تتجلى حكمته تعالى في غسل الإناء الذي ولغ فيه الكلب بالتراب كما في الحديث عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : “طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرّات أولاهنّ بالتراب” ورأي العلم في هذا الحديث : حيث أكّد الأطباء على ضرورة استعمال التراب في عمليّة غسل الإناء الذي ولغ فيه الكلب وبينوا سبب ذلك، حيث بين الأطباء السر في استعمال التراب دون غيره والحكمة في الغسل سبع مرات أولاهن بالتراب و أن فيروس الكلب دقيق متناه في الصغر، و من المعروف أنه كلما صغر حجم الميكروب كلما زادت فعالية سطحه للتعلق بجدار الإناء و التصاقه به، و لعاب الكلب المحتوي على الفيروس يكون على هيئة شريط لعابي سائل، و دور التراب هنا هو امتصاص الميكروب بالالتصاق السطحي من الإناء على سطح دقائقه ” و قد ثبت علميا أن التراب يحتوي على مادتين قاتلتين للجراثيم حيث:” أثبت العلم الحديث أن التراب يحتوي على مادتين (تتراكسلين) و (التتاراليت) و تستعملان في عمليات التعقيم ضد بعض الجراثيم” .
وقد توقع بعض الأطباء الباحثين أن يجدوا في تراب المقابر جراثيم معينة بسبب جثث الموتى، لكن التجارب و التحاليل أظهرت أن التراب عنصر فعال في قتل الجراثيم وهذا ما أعلنه مجموعة من الأطباء بقولهم : ” قام العلماء في العصر الحديث بتحليل تراب المقابر ليعرفوا ما فيه من الجراثيم، و كانوا يتوقعون أن يجدوا فيه كثيرا من الجراثيم الضارة، و ذلك لأن كثيرا من البشر يموتون بالأمراض الإنتانية الجرثومية، و لكنهم لم يجدوا في التراب أثرا لتلك الجراثيم الضارة المؤذية فاستنتجوا من ذلك أنّ للتراب خاصية قتل الجراثيم الضارة، و لولا ذلك لانتشر خطرها و استفحل أمرها، و قد سبقهم النبي صلى الله عليه و سلم إلى تقرير هذه الحقيقة بهذه الأحاديث النبوية الشريفة منذ اكثر من 1400عام .