اخبار القرياتالمقالات

ورحل صاحب الخلق الحسن العمدة (حسين العبدلي)

ودّع أهالي محافظة القريات في يوم الجمعة الموافق ليوم عرفة، العمدة: حسين بن شريدة العبدلي ذلك الرجل الطيّب المضياف الذي لا تُقبل عليه إلا تجده مبتسماً مُرحباً، يقضي حاجتك قبل أن تهمس بها، وكأن الشاعر يعنيه عندما قال:

تـــراهُ إذا مـــا جئْتَـــه مُتَهَلِّلاك

كـأنَّك تُعطيـه الــذي أنتَ سائلُه.

كَـــريمٌ إِذا جِئت لِلعُرفِ طالِباً

حَبـاكَ بِمـا تَحنــو عَلَيــــهِ أَنامِلُه

وَلَـو لَم يَكُن في كَفِّـهِ غَــيرُ نَفسِهُ

لَجــادَ بِهـــا فَليَتَّـقِ اللَّهَ ســائِلُه

ولد رحمه الله في محافظة حفر الباطن في 1366/7/1هـ . ونشأ في بيئة بدوية فخدم والده في رعي الأغنام حتى بلغ السابعة عشر من العمر، فأنتقل به والده إلى الكويت في 1385/7/8هـ فالتحق بالجيش الكويتي جندياً ، وخلال فترة عمله التحق بالدراسة في محو الأمية، فتعلم فيها أساسيات التعليم(القراءة والكتابة).

وفي عام 1387هـ/1967م شارك مع الجيش الكويتي بـ (حرب الاستنزاف على قناة السويس) في لواء اليرموك بجمهورية مصر العربية، فوقف موقف الشجعان وذاد مع الجنود الأبطال وحصل نظير ذلك على (نوط الشجاعة من الطبقة الثانية) وفي عام 1973م شارك أيضا في حرب أكتوبر، ثم عاد إلى الكويت، وعمل مدرباً للأسلحة في (اللواء الخامس والثلاثون المدرّع) وقدّم كل ما بوسعة ليخرّج جنوداً تحمي الوطن وتذود عنه، وبعد أن ترقى لرتبة(رقيب أول) تقدم بطلب الاستقالة في 1401/12/3هـ الموافق 1981/10/1م، متوجاً ذلك الكفاح بحصوله على (نوط الخدمة العسكري البرنزي ونوط الخدمة العسكري الفضي).

وعاد ليستقر في القريات، ثم تقدم بالترشح لوظيفة عمدة، فعُيِّن (عمدة لحي حصيدة) بتاريخ 1405/7/20هـ وفيها بدأ حياته الوظيفية، فكان عوناً لكل من يطلب العون والمساعدة من أهالي القريات عامة.


كما كانت له جهود في خدمة الموروث الشعبي، حرص من خلالها على تأسيس فرقة الدحة بالقريات، وتسجيلها ضمن الفلكلورات الرسمية في مهرجان الجنادرية وشارك رئيساً لها في أول مشاركة في عام 1408هـ، ، وكان له مساهمات في الإصلاح الاجتماعي ، وعتق الرقاب، ومساعدة الملهوف، والفقير، والأرامل.
و بعد سنوات طويلة من الكفاح والعمل الدؤوب في خدمة مجتمعه ، أصيب بوعكة صحية في جهازه التنفسي ضاق بها صدره الشمالي الذي كان يتسع للكل، مما اضطره إلى البقاء بالقرب من اسطوانة الأكسجين رهيناً لمنزله؛ لكن شهامة البدوي أبت إلا أن يقابل الضيوف، عندما علم بقدومهم للقريات، فنهض بهمّة (مصوت بالعشاء)، إلى حيث استقروا، وابنه يسير خلفه حاملا أسطوانة الأكسجين، حتى قابلهم ليدعوهم ويلح عليهم لتقديم واجب الضيافة.
وفي يوم عرفه من عام 1443هـ ودعنا أبا فرحان حيث انتقل إلى رحمة الله مخلفاً الأثر الحسن والسمعة الطيبة.

وتسارع أهالي القريات والقرى المجاورة للمسجد للصلاة عليه، وتوديعه والمشاركة في دفنه، رافعين أكف الدعاء لله بأن يرحمه ويغفر له ويعفو عنه، ولأن الناس شهود الله في أرضه فقد حدثني ابنه (صالح) عن موقف حدث أثناء دفن والده حيث تقدم شاب في المقبرة لتقديم واجب العزاء فقال: إنه لم يقابل الراحل يوماً ولا يعرفه إلا من خلال سمعته الطيبة في المجالس ووسائل التواصل الاجتماعي، فلم يكن يأتي ذكره في مكان إلا أثنى عليه الجميع، ودعوا له بالرحمة مما جعله يحرص على الصلاة عليه ودفنه.
رحمك الله يا أبا فرحان وأسكنك فسيح جناته، فلقد كنت نبراساً للكرم والنخوة ومخلصاً لدينك و قيادتك ووطنك وأبناء المجتمع المحيط بك

                      كتبه: محمد بن حلوان الشراري

محافظة القريات

تعليق واحد

  1. الصحيح انا شخصيا لا أعرف الرجل ولم يسبق ان قابلته او احتجته في شي ولكن لما ورد بالمقالات والتعليقات وقبل ذلك عبارات الرثاء شعرا ونثرا من أشخاص اعرفهم واثق في رأيهم أحببت هذا الرجل ودعوت له هيئته لها نصيب من الوقار رحمه الله رحمة واسعة